نفحــات هـــواء دمشــــق تخــــترق بـــرودة فيينــــا

العـــــدد 9383

الثلاثـــــاء 9 تموز 2019

 

عند جناح الغيم، وعندما لا يفك رباطه مع الأرض، يتحول رسمه إلى عشق، وعشقه إلى أسطورة، ترتسم مسافاته على كل شروق، ويصبغ الأيام بعبير أغانيه، مدنه، أزقّتة، شواطئه وزواياه المفعمة بالذكريات، هذه الذكريات التي تطرق بوابة العين والروح معاً في كل ثانية ولا تهدأ حتى عندما يغمض الجفن، تظلّ تلحّ بنبض حياة خلعت رداءها، وارتدت رداءات أخرى، لكن بوح الروح لها يهمس تارة ويعلي الصوت تارات أخرى… هو في كل المدارات وطن لا نغادره ولا يغادرنا يظل مع كل تنهيدة مادامت هذه الروح باقية…
( نزاز) رواية للأديب طلال مرتضى صادرة عن دار بعل السورية للطباعة والنشر، هي اكتمال جديد في دائرة الشغف، هذا الشغف المجبول بضوء الصور المتلاحقة على سنين، هو تاريخ يبعد ويقترب، يحمل راياته الواسمة، وبقوله: للذين عبروا شريط أخبار حرب البلاد، ولم يتسنَ لهم وداع من كانوا بانتظارهم.. أستعيدهم ببعض مني.
وعلى جناحي كتاب، تنقل (نزاز) كثيراً بين دفتي روحه، بوجعه، بذكرياته، وعندما هدأ برهة، أوقف الزمن قليلاً، وجمع حكاياه على سطور خطها من صدق نواياه، (نزاز) الإصدار الجديد للأديب السوري طلال مرتضى الذي جمع غيم السماء كله في حقيبة، وأعاد تشكيلها من حب لا يموت، يحمل زفرات الروح، يوشمه، يسرق أبعاده، هكذا أكمل طلال مرتضى مدار حبره في الوقت الذي احتفت به عاصمة الفكر والنور موقعاً على نغم اللقاء..
المؤسسة المشرقية للثقافة والاندماج (Cup of cultuers) بالتعاون مع البيت العربي النمساوي للثقافة والفنون وملتقى التواصل العربي النمساوي، بالإضافة إلى الهيئة الأردنية الأوربية العليا أقامت حفل توقيع رواية (نزاز) للكاتب السوري طلال مرتضى..
هذا وبعد افتتاح الحفل، قدمت الدكتورة إشراقة حامد مندوبة الأدب العربي في القلم النمساوي (BEN) ورئيسة اللجنة الأدبية في البيت العربي، عرضاً للخطوط العريضة للرواية وسيرة أدبية عن الكاتب، كما قدمت للرواية في هذه الأمسية الكاتبة السورية لوريس فرح التي قالت: (طلال مرتضى السوري الذي لا يهده تعب الكلام، الرجل الذي لا يكل ولا يمل ودائماً يعلقنا على مشجب انتظاره، كانت الأمسية أقل ما يقال عنها عربية النكهة بجدارة، وكانت نفحات هواء دمشق تخترق أرواح العابرين حدود الحفل، واللافت هو الخرق الذي كان طلال وفي كل مرة يفاجئنا به نحن السوريين الذين دب بيننا وتد الفرقة، إلا أن طلال مرتضى استطاع لمّ العائلة السورية في قاعة واحدة كعائلة واحدة.. رواية (نزاز) والتي أخذتنا أشواطاً بعيدة إلى الماضي ثم عادت بنا إلى منعطفات اللجوء والاغتراب الوعرة، كانت بغوايتها كحورية بحر تتمايل بين أيدي الحضور تحمل وعداً صادقاً بمتعة لا تضاهى إن قررت مجالستها على حين قراءة.
طلال مرتضى السوري والذي يحب كلمة السوري كلازمة لاسمه هو الآخر قدم كلمة قصيرة شكر الحضور العربي المشرف والمؤسسات الراعية للاحتفالية وختم كلمته فقال: أشكر تلك المدينة الباردة التي احتضنتني (فيينا) وأحترمها كل الاحترام ولكنني تمنيت أن يكون هذا التوقيع في دمشق وأضعف الإيمان في بيروت.

سلمى حلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار