جوبــة صبيــح.. وللــتراث طعــم آخــر

العـــــدد 9383

الثلاثـــــاء 9 تموز 2019

                                                         

 

قرية لم تخلع عنها ثوب الأناقة المزركش بألوان أشجار وأحجار الطبيعة، ولم تبدل أوانيها الفخارية بالستانلس، حافظت على عراقة الماضي بكل تفاصيل الحياة، رائحة جدرانها الداخلية تفوح منها حرارة لبن حوارة تعطر البيت برائحة محروقة من مواقد الكرم، تعانق رائحة الورد الجوري والياسمين المنتشر بين بيوتها، عامود مؤلف من حجرتين طوليتين تتوسط البيت الريفي، تحملان وصول خشبية طولية وفي بعض الأحيان قصب يتوضع فوقها لبن تراب يقيهم أمطار الشتاء، جدران دافئة شتاء ورطبة صيفاً تزينها أطباق قش وبعض التراثيات والفخاريات، وتفنن أهل القرية بصنع مواقد الطبخ، موائد الطعام أغلبها مصنوعة يدوية من طبق قش وملاعق خشب والطبخ في مقالي الفخار، طعامهم من خيرات أرضهم ومواشيهم، وفي الطبيعة تحتار الجلوس لأية مصطبة منها حجري ومنها أخشاب جذوع شجر مقطعة بشكل دائري، لتكون متعة الناظر في الطبيعة التي لن تمل في التظلل بظلال السنديان ولتسمع خرير المياه التي ينابيعها تحيط القرية،

                                                        

 

ومن العادات والتقاليد بيوتها تعتبر بيتاً واحداً والمحبة والألفة تسودان أصحابها والتسامر بينهم حتى الصباح، مازالت هذه القرية تزرع وتأكل كل الخضراوات دون الحاجة لرش المبيدات، تشتهر أيضا بزراعة الدخان، هجرها البعض من سكانها نتيجة تدني خدماتها في السابق، ليبقى داخل القرية ما يقارب المائة شخص أغلبهم أقارب موزعون على بيوت حجرية من الخارج محافظين على عاداتهم وتقاليدهم التي لم تزعزعها الكهرباء والماء التي مدت لهم، البساطة والصدق والكرم هي صفات أهلها الذين يطمحون لأن تكون الهواتف الأرضية داخل منازلهم، كل الشكر لسيدة القش الحرفية جمانة إبراهيم التي زودتنا ببعض المعلومات عن قريتها، قرية جوبة صبيح هي من أجمل القرى المتوضعة بين الجبال في ريف الشيخ بدر تستحق أن تكون ضمن القرى المحافظة على التراث، وسكانها الذين تقرؤون في عيونهم الطيبة والبساطة يدعون الجميع لزيارتها والتمتع بمناظرها الخلابة.

عادل حبيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار