الوحدة : 16-6-2024
للفرح إرهاصاته..
وعلاماته المميزة…
أفراحه..
ودلائل بهجته… ووو
كل شيء باهت..
الوجوه العيون حتى الشمس والقمر والنجوم..كأنما الجميع أصابها انطفاء الضوء في عز المساء….
لا ضحكات الأطفال ترن في آذان الشوارع والمحلات…
ولا الطرقات تزحمها الخطوات…
الملابس الملونة الجديدة لا أظنها ستزور الخزانات أو تلبس على قد أجساد الأطفال فراشات الحدائق ونهاراتها الجميلة…
لاتقل لي: لم هذه السوداوية…وهذا التجهم أقل لك وأين الفرح يلوح للأطفال في عيدهم..
البارحة كانت غزة..واليوم رفح..
كل شيء غدا باهتاً لاطعم له ولارائحة الزيزفون…أو الياسمين…
هكذا هو العيد…ظاهر مكتوبه من عنوانه…
الشوارع والحارات التي كانت تعج بالناس في مثل هذه الأيام …ابتعدت..
الجيوب خاوية كما الأشجار على فروعها خاوية…
العيد…
فرحة الأسرة والأعياد..لم تعد تعاش مثلما كانت تعاش…
تعقيدات الحياة حولت البساطة إلى مرجل من عذاب وشقاء…
نظرات الطفولة وهم يسمعون من آبائهم.. ابني لاقدرة لي على الشراء..
شراء جديد لك أو حذاء…
الأسواق متخمة… لكنها ليست كالبطون والجيوب… المحال الجميلة متخمة وكذا مآقي الصغار بالدموع متخمة…..
هل أضحت الأيام صعبة إلى هذا الحد…
هل نسينا العيد أم نستنا أفراحه ولوازمه وألوانه…
هنا طفل يشد بذيل ثوب أمه..هذا جميل..
قميص جميل.. أحبه…
وهذه طفلة “تبربك” لأمها تتوسل إليها أن تشتري فستاناً جديداً.. وهذا صغير يمدّ يده باتجاه واجهة للحلويات اللذيذة:
ماما: هل سيأتي لنا أبي بحلوى العيد..؟
والأم متحسرة.. وكأنها
” أذن من عجين وأذن من طين” :
والله لا أعرف ممكن نعم…ويمكن لا
وغالباً لا…
تكفهر الوجوه…
وحده وحش الغلاء…وتعسف التجار
أتراها الرحمة غدت عملة نادرة..
تتذكر الأم قولاً من الشعر – حفظته وكتبته في موضوع التعبير أيام الدراسة…
هي لاتتذكر إلا شطراً منه:
عيد بأية حال عدت ياعيد…
يسير الأطفال مع أمهم واجمين…..
يرتفع آذان العشاء يعقبه..
تكبيرات العيد…
الله أكبر
الله أكبر ..
لبيك اللهم لبيك…..
” ماما ماما ثبتوا العيد” !!!!
تفتر أفواه الصغار عن ضحكة البراءة…
والحلم بيوم العيد…..
ثم يغيبون في الطريق نحو بيت الحارة العتيق…!!!
وحده المذياع يصدر أغنية أم كلثوم:
ياليلة العيد أنستينا…
وجددت الفرح فينا
ياليلة العيد…”!!!!
خالد عارف حاج عثمان