الوحدة 12-10-2024
من خلال الكمّ الهائل من المتابعات والمشاهدات والخبريات، الإيجابية أو السلبية،التي يتلقّاها في اليوم القصير، يعيش (العقل)، مرّات، حالة من التشويش والضياع والذهول، وحتى عدم التركيز، مع صعوبة في الانتقاء والتحليل والفهم:
* ضغط العمل
* مستلزمات المنزل ومصاريفه المعيشية، والوقوف في حالة عجز مؤكد أمام الاحتفالية الحالية: (العيد)، وثياب العيد، وأحذية العيد، وطعام وكعك وحلويات العيد..
* مراعاة الحياة الاجتماعية، وواجب التواصل مع الأقارب والأصدقاء، وكل واحد من هؤلاء وهؤلاء يعيش نفس الحالة من الضغط، إن لم يكن أكثر..
* متابعة مجريات الحياة العامة، وحكايا الناس ومراياهم، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، أو وسائل الإعلام المختلفة، بما فيها من صور واستعراضات وتناقضات عجيبة غريبة توجع الرأس..
* متابعة محطات أخرى ومغايرة، منها الكمّ الهائل من صور اللاهثين لخدمة الشعب من تحت قبة البرلمان (تحديداً)، وليس مِن خارجه..
* محطة الامتحانات للشهادتين، والتحضيرات المسبقة التي تكون قد أنهكت، وهدّت ميزانية العائلة المنهكة أصلاً مِن، وعلى الدروس الخصوصية التي صارت أثمانها مرعبة…
* وأيضاً متابعة أفواج المتعلمين من شبابنا الجامعيين وهم يسجّلون في معاهد تعليم (اللغة الألمانية)، وهم في سنيهم الدراسية الأولى، كتحضير اوّلي واستباقي للسفر إلى ألمانيا (الشقيقة/ الحنون)..
* عدا عن (رقصة) الدولار والليرة على حلبة الجنون،وحكاية العدد الهائل من السوريين الذين يؤسسون لحياة أخرى في بلاد الاغتراب، وحصولهم على جنسية هذا البلد أوذاك، وانعكاس ذلك على تأمين مورد معيشي لأهاليهم داخل الوطن، مع سيولة نقديّة من العملات الصعبة للخزينة، تكون داعماً وسنداً لاستيراد الحاجات الضرورية لاستمرار العيش في ظل (قانون قيصر) التعسفي الظالم..
* ولانغفل مشاهدات نبّاشي الحوايا، وأفواج المتسولين، وحكايا التقنين التي لن تنتهي فصولها، ورسائل الغاز، والأرصفة المتكسرة الأجنحة، وقمصان زفت الشوارع المهلهلة..
* والكافيهات والمقاهي التي تكتظ بالشباب والصبايا، والحيرة في تأمين مصاريف ارتياد هكذا أماكن!!!
ومثلها السيارات الفارهة التي تجوب الشوارع..
* وحكاية الراتب الوظيفي أو التقاعدي، الذي يحتاج إلى (مخّ إلكتروني) كي يفسر صمودَه الأسطوري في وجه الغلاء الفلكي!!!
وحكايات وحكايات ومفاجآت صادمة ومباغتة كلها توجع الدماغ.
جورج إبراهيم شويط