الشاعر الإنسان محمود درويش…  في محاضرة للأستاذ محمد زهرة

الوحدة :15-5-2024

استضاف المركز الثقافي العربي في جبلة الأستاذ محمد زهرة الذي ألقى محاضرة بعنوان: (محمود درويش الشاعر الإنسان)، استهلها بتقديم نبذة عن حياة درويش مشيراً إلى أن طفولة الشاعر بداية مأساته فقد كان ينزف ألماً وشعراً، ومعاناته الشديدة كانت سبباً رئيساً في توهجه الخلاّق فلم يكن شاعر القضية الفلسطينية وحسب، بل كان شاعر الإنسانية في أي مكان من هذا العالم..
ورصد المحاضر محمد زهرة بإيجاز ثلاث مراحل هامة تعكس مدى تطور الشاعر درويش ونضجه الفني والثقافي والفكري والشعري معاً.
– المرحلة الأولى: وتمثل البدايات الشعرية في مرحلة اليفاع وقد بدأت بإصدار ديوانه الأول (أوراق الزيتون) عام ١٩٦٤ معلناً هويته الثورية، ثم أعلن التزامه بقضايا الكادحين وولائه لرفاق دربه حيث كتب العديد من القصائد ومنها القصيدة الشهيرة: (سجل أنا عربي) أكد خلالها درويش على تمسكه بالأرض والتصاقه بالقمح والزيتون، فهو يصرّ على الوظيفة الشعرية والالتزام بالقضايا الجماهيرية.


–  المرحلة الثانية: تشكل قفزة نوعية في حياته الشعرية جعلته يرتقي الدرجات العليا على سلم الشعراء، فهو بحق شاعر العقل والقلب فكرياً وفنياً.  حيث بدأ يتسلل الرمز إلى معظم قصائده، ومن أشهر قصائده في تلك المرحلة (أحمد الزعتر) التي صنفت بأنها درّة الديوان والتي تفسر نزيف الشاعر وتشظيه، وقصيدته التسجيلية الملحمة الخالدة (مديح الظل العالي) وتعد تلك القصيدة تتويجاً خالداً للشاعر حيث وضعته في مصاف الشعراء الأوائل.
وفي عام ١٩٨٦ كتب قصيدته القنبلة (أيها المارون بين الكلمات العابرة)، وفي العام ذاته أصدر ديوان (ورد أقل) ومن قصيدة (فلسطين) على هذه الأرض ما يستحق الحياة، ومن إصداراته في تلك المرحلة  ديوان (الرباعيات) وديوان (أحد عشر كوكباً على آخر المشهد الأندلسي) و فيه شواهد كثيرة عن التناص بين الأسطورة والواقع.
– المرحلة الثالثة: وتتسم بالنضج الثقافي والفكري الهائل، وكتب قصائده بأسلوب إنساني مقنع قلّ نظيره وانتزعت قصائده تعاطف الكثير مع القضية الفلسطينية، ومن مؤلفاته: الجدارية الخالدة وديوانه (حالة حصار) الذي تم تخصيص ريعه إلى الانتفاضة.
ورأى الأستاذ زهرة في ختام محاضرته بأن قصائد محمود درويش نقلت قضية فلسطين إلى وجدان البشرية، مشيداً بدوره في حماية القصيدة من تهافتها وأحكام زمانها ورفعها على صهوة التحول والتجدد وتتويجها على عرش الثقافة العربية المعاصرة تاركاً إرثاً شعرياً وثقافياً أغنى المكتبة العربية والعالمية.

ازدهار علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار