الوحدة: ٦-٥-٢٠٢٤
لأنه الوطن أيقونة العزة و الأنفة، و الكبرياء،حجاب الشرف و العرض و الكرامة ، من وحي صعيده عبق الطهارة عبق أسلافنا و أهلنا وأحبتنا.
هذا تراب الطيبين، منه ارتوت أرواحنا نسغ الإباء و العز والإنسانية، و إليه في حالك الليالي تعود جثامين أبنائنا لترويه بدمها الميمون الطاهر، فتختلط فيه دماء الشرفاء الأبطال على مر الدهور ليزداد عبقه طهراً و قداسة، هم الشهداء في كل زمن وحين أسياد العزة و الشرف و الكبرياء، إنهم أبطال الوطن و أبناؤه الأبرار الذين لبوا نداءه بكل الشهامة و الشكيمة القوية، تركوا وراءهم الأهل و الأحبة، و مرابع الطفولة و الشباب، تركوا حياتهم الغالية بكل إحساس الرجولة و الكبرياء، و اندفعوا تحدوهم فروسيتهم للذود عن حياض الوطن الأغلى، الذي لا يدانيه في عظمته و سموه أي حب أو وديعة.
في صباح السادس من أيار من كل عام تشرق الشمس دافئة دفء شوقنا لأبناء وطننا من الشهداء، أكرم من في الدنيا و أنبل بني البشر.
نشعل البخور.. نقرأ فاتحة الكتاب في روضة الشهيد. نقف بخشوع ملؤه الاحترام و الإكبار شكراً و امتناناً بلا حدود لهذا الماجد الشامخ الذي ضحى من أجل الوطن و شعبنا بالغالي و النفيس على مذبح الحرية صوناً للأرض و العرض، صوناً لهويتنا و تاريخنا ورسالة هذه الأمة الراقية، كانت وما زالت على مر العصور.
مهما فعلنا لا نستطيع إحقاق هذا الشهيد حقه كاملاً، فقد كان كبيراً برحيله و ارتقائه، كريماً أيما كرم، و نبيلاً بما يليق بالشهيد أن يكون باذخاً على الدنيا بشجاعته و شهامته و رجولته التي تمنحنا إكسير الحياة و منحة الكرامة و عنفوان الكبرياء. هي الشهادة قمة القمم و ذمة الذمم، تظلل أيامنا بعزها و إبائها، رحلوا لتوهب لنا الحياة رجال الله أبطال الحضور الأبي
و الرحيل السرمدي، حضورهم كما غيابهم يملأ قلوبنا و شرايين أيامنا قوة و عزيمة و بهاء. شهداؤنا مصابيح الليل و أجراس الفجر و عرس النهار.
إننا أمة تعشق الموت لتوهب لها الحياة. هذه أمة اللحن و الحرف شامخة شموخ الراسيات و راسخة رسوخ إيمانها و حبها لباريها. و في حضرة الشهادة نسمو و تسمو أرواحنا عزة و بطولة و إباء.
كان و سيبقى السادس من أيار يوم عرس الشهادة به تتفتح أعوامنا عزة و أنفة و كبرياء عاماً على صدر عام..
كل عام و وطننا و قائدنا و شعبنا و جيشنا في ظل عز الشهادة صامدون، ثابتون على دربنا نحو الرفعة دائماً… العزة لله و درة البطولة و الفخار لأرواح شهدائنا الأبرار على امتداد تراب الوطن في كل زمان و مكان.
نور محمّد حاتم
تصفح المزيد..