الوحدة : 5-5-2024
من وجهات السياحة الدينيّة المميّزة في اللاذقية، مزار القدّيسة تقلا العجائبي الذي يقع في حديقة مارتقلا وسط اللاذقية. وفيما يلي معلومات تفصيليّة هامّة عن المزار للراغبين بزيارته، موجودة بكتاب من إعداد وتوثيق الباحث المرحوم فايز فضول بعنوان: /لمحات عن الكنائس والأديرة القديمة والحديثة في اللاذقية وأريافها/ الطبعة الثالثة.
من هي القديسة تقلا؟
هي تلميذة بولس الرسول، وأولى شهيدات المسيحيّة. أصلها من مدينة أيقونية، كانت أسرتها من أشراف تلك المدينة، وهي من أكمل بناتها خَلقاً وخُلقاً. كانت على وشك الزواج بخطيبها، عندما مرّ بولس الرسول ليبشّر بالإنجيل، فاعتنقت المسيحية، وصرفت النظر عن زواجها، مما أثار غضب أهلها، فاستعانوا بحاكم المدينة الذي خاطبها بلغة التهديد والوعيد ولم يتركوا طريقة إلا واضطهدوها بها، لكنّ الله نجّاها من كل هذه الاضطهادات. وبدأت بنشر رسالتها المسيحية واتجهت إلى سوريّة، ومرّت باللاذقية وكانت مغارة مار تقلا إحدى الأماكن التي تنسّكت بها ولجأت من الاضطهاد إليها.
قصة المزار :
في اللاذقية محلّة باسم مارتقلا، ولم يُعرف آنذاك لماذا سميّت بمارتقلا. في عام/١٨٤٩/بينما كان أناس يحفرون في بستان مارتقلا، عثروا على مغارة طولها ثمانية أذرع، وعرضها خمسة أذرع. على جدرانها الأربعة صور نافرة رؤوس بقر وأخرى على شكل رؤوس بشر. ولم يعط هذا المكان حقّه من الاهتمام، فبقي مملوءاً بالأتربة والأوساخ حتى اندثرت معالمه تماماً.
وفي عام ١٩٤٣ تشكلت لجنة من الأيادي البيضاء من أبناء الكنيسة لجمع تبرعات من أجل تنظيف المغارة وإصلاح ما يمكن إصلاحه. ولكن للأسف في عام ١٩٦٧ رُدِم هذا الأثر التاريخي عند شق الطرق في محلة مار تقلا.
وبعد ثلاثة وثلاثين عاماً من الردم نشر الأستاذ المرحوم فايز فضول مقالاً في صحيفة الوحدة بتاريخ ٢٠٠٠/٥/٢١، بالعدد رقم /٤٦٣٢/ من أجل إعادة التنقيب عن آثار مغارة مارتقلا. وبعدها تقدمت مديرية الآثار والمتاحف باستدعاء إلى المحافظ ليتم الموافقة من كل الجهات المختصة وبجهود أياد بيضاء، وتبرع محسن كريم لإعادة إحياء المزار.
توصيف المزار:
في المزار مدافن رومانية منذ ما يقارب ٣٠٠٠ سنة،وجرن معمودية لنفس الفترة التي عاشت فيها القديسة تقلا.. ويوجد هيكل روماني وهو المكان الذي كانت القديسة تعتكف به، هرباً من اضطهاد والدها.
وأهم ما يميّز المزار الماء المقدس الذي يُعتبر من العجائب الخمس التي قامت بها القديسة تقلا.
ومعروف عن هذا الماء المقدس خاصيّة نيل الطلبات لمن يريد التبرك به بإيمان. وتحكي القصص عن ناس كثر شربوه فكان لهم الاستجابة لطلباتهم. كالإنجاب، والشفاء من الأمراض وغيرها.
ومع كثرة التساؤلات والتشكّك حول هذا الماء الذي كان ينهمر باستمرار من سقف المغارة، أصبح انهماره في أعياد الميلاد والغطاس، وفي فترة الصيام الكبير المقدس، وعيد القيامة، وفي آب في عيد انتقال السيدة العذراء، وفي عيد القديسة تقلا في ٢٤ أيلول.
مهى الشريقي