الوحدة: ٣-٥-٢٠٢٤
بوجهة نظر تربوية من تجمع الشعب النقابية لنقابة المعلمين في الرمل الشمالي تمت مناقشة وتقييم المسلسلات التي عرضت في شهر رمضان خلال جلسة بين دفتي كتاب الشهرية، حيث تمحور حديث السادة الحضور حول عدد من الأسئلة أجابت عليها الأستاذة رحاب الجعبري – رئيسة تجمع الشعب النقابية للمعلمين فقالت: في ظل الغزو الثقافي الفكري للمجتمع ومن خلال الواقع المعاش والأمل لابد لنا أن نناقش كمجموعة مثقفة تربوية مواضيع مختلف القصص التي شاهدنا بعضها، وقام العديد من المشاهدين والنقاد بنشر آرائهم حولها عبر صفحات التواصل الاجتماعي.
لنسمع مناقشة حامية جاءت على جوانب عديدة غفل عنها المشاهدون والقائمون على العمل أو لم يغفلوا..نذكر منها: المسلسل يفرض نفسه بقوة في البيت ، والإغراءات كثيرة، غير أن امتلاك الوعي ذاتي ولا يأتي بالتلقين – من يصنع الدراما هو المنتج والكاتب والمخرج و.. لكن يرزح الكاتب لإيحاء الشركة المنتجة – ومعظم المسلسلات بعيدة عن بيئتنا حتى الشامية حيث التسطيح بالأفكار والتخفيف بسوية الناس، بعض المسلسلات أيضاً جاء على المخدرات والرقص والخيانة الزوجية والمعايشة وغيرها الكثير من الموضوعات البعيدة عن بيئتنا والتي تشجع الشباب على التقليد، حيث بتنا نعتمد على نجاح المسلسل من الفيسبوك. هناك غياب للرقابة ودور الثقافة، ونرى بأم أعيننا غياب الأعمال التاريخية وغياب السير الذاتية و الكوميديا، وما نراه حالياً هو أعمال تقلد أفلام الأكشن الأمريكية قوة في التمثيل والإخراج ونصوص رديئة لا تحمل رسالة إنسانية ولا أخلاقية، فالمسلسل الجيد والناجح هو حصيلة تضافر الجهود بين الكاتب والمخرج والممثلين وغيرهم وقد تحقق هذا في مسلسلات حاتم علي.. فهل المخرج هو المسؤول عن أداء النص أم النص هو المسؤول عن أداء أي عمل في الدراما؟ ومن يختار النص المنتج أم المخرج أم …حاتم علي ” رحمه الله”؟
لنا في الأدوار النسائية لمسلسلاته رأي: سلافة معمار في (قلم حمرة) المرأة المثقفة المنفتحة صاحبة النظرة الفلسفية، وسلاف فواخرجي (عصي الدمع) المحامية الخلوقة التي تجوب قاعات القصر العدلي دفاعاً عن حقوق المرأة والمظلوم، وجولييت عواد (التغريبة الفلسطينية) المرأة المناضلة والمكافحة في وجه الظلم والاحتلال التي بقيت شامخة ومرفوعة الجبين حتى في خيم اللجوء، نبيلة وبناتها (الفصول الأربعة) أم لأربع بنات دمشقيات بأرواح جميلة مليئة بالأناقة والعفوية عندما تضيق الحال بإحداهن تجد الحضن الذي ترتمي فيه دائماً، وسمر سامي (الأحلام الكبيرة) ست بيت ومعلمة وزوجة وأم لأربعة شباب وهي تبتسم دائماً بهدوء ورقي، في مسلسلات حاتم علي لم نرَ في حواراته أو نسمع (صبي الشاي، شيلي الأكل، سكري الباب، فشرت، طلقها…) ولم نكن لنراها ضعيفة مهزومة غبية ساذجة… لقد كانت الدراما السورية بالمرتبة الأولى في فترة من الفترات، إذ كانت تحمل فكراً وقيمة مثل: أيام الدراسة، أشواك ناعمة، الفصول الأربعة وغيرها مما رسخ في الأذهان والنفوس، واليوم كان مسلسل أغمض عينيك يتحدث عن التوحد وهو جديد وواقعي ويبتعد عن المبالغة في التمثيل والديكور ..كما في غيره من المسلسلات. وليس الغرض في تصوير الواقع بقدر ما هو تغيير الواقع، ويبقى أن نقول في ختام الجلسة: المجالس مدارس و(سيبقى الإنسان تلميذاً في مدرسة الزمن حتى الموت) إن الموضوع التربوي يؤرقنا كثيراً في هذا الوقت.
ولا تنتهي الجلسة بدون قافية شعرية قيمة وجمالية بوجود الشاعر علي طراف و( ضحكت).
عذبتني وصبغت قلبي بالهوى فبمن ألوذ إذا استمر شقاء
عودي إلي متى المفاتن زغردت أنا لي وراء الناظرين سماء.
هدى سلوم
تصفح المزيد..