الوحدة 29-4-2024
منذ طفولته كان عاشقاً للموسيقا، وشبّ على هذا الحب. من هنا يلتقط نغمة، ومن هنا لحناً، ومن هناك تجريباً على بعض الآلات الموسيقية، من هذه الينابيع عرف سرّ المقامات، وهندسة النوتة، والسحر الطالع من الإيقاع/ الضابط، كل ما تقدّم، ربّما أثارَ في أعماقِه ذلكَ التدفق نحو عالم الموسيقا، وأيضاً وجود والده/ المطرب، ربما ساهم بتشكيله الفني أكثر وأكثر.. لكن حين جاءته لحظةُ الخيار أمامَ مفترقات الدراسة، أعطى قرارَه لمتابعة دراسة الموسيقا أكاديمياً..
فرح جورج نمر، النورس الفني اللاذقاني الذي احترف الموسيقا وانتقل من اللاذقية إلى بيروت، ومِن ثَمَّ إلى دبي، في هذه المدن عاش التجربة احترافاً، وشارك بالعزف مع نجوم محليين وعرب: (شادي جميل، نور مهنا، علاء زلزلي، ميشيل قزي، إيوان، ڤيڤيان مراد..)..
عن (الكمان) الآلة الموسيقية الأقرب إليه يقول: سبب اختياري للكمان أنها آلة تلامس القلب والروح و هي بذات الوقت تحتاج لدقة كبيرة بالأداء مع العلم أني بدأت أتعلم على الكمان وأنا بعمر العشرين، العمر لايشكل عائقاً أمام أي إنسان يرغب في تعلم العزف على أية آلة.. إلى جانب الكمان أعزف على العود، والأورغ، والترومبيت، و بعض الآلات الإيقاعية، لأنّ من الضروري أن يتشرّب الفنان مسألةَ الإيقاع الذي هو أساس أيّ آلة أو فرقة موسيقية، أو أيّ مطرب…
وبمَن تأثر مِن كبار العازفين، يشير إلى أنه يعجب بناحية معينة من كل فنان، لكنه يحبّ أسلوب عازف الكمان البارع اللبناني جهاد عقل..
ومع مَن مِن المطربين يتمنّى العزف: مع (جورج وسوف، اصالة، حسين الجسمي، ناصيف زيتون، آدم..). (في لبنان كانت اغلب حفلاتي مع المطرب شادي جميل في شمال لبنان. جمهور الشمال ذوّاق، ويحب اللون الطربي، وهناك مَن يحب الشعبي الحديث..) في الخليج عموماً، وفي الإمارات على وجه الخصوص، يلمس أيُّ فنان كلَّ تقدير واهتمام ومتابعة، من الجهات المسؤولة أو من الجمهور، وأكبر مثال هو دعم هيئة الثقافة والفنون في الإمارات للفنانين من خلال إعطائهم الإقامة الذهبية وأنا منهم، عدا عن الحافز المادي والمعنوي الكبير..
في دبي، أشارك في المهرجانات والمناسبات الرسمية والشعبية، وأقدم وَصلات عزف منفرد على الكمان، تتضمّن أهمّ المعزوفات العالمية، وأهمّ الأغنيات الشهيرة على المستوى المشرقي أو الخليجي، والجمهور في الإمارات جمهور متابع وذوّاق..
أما جورج وسوف، فيرى أنه جدير بحمل لقب سلطان الطرب. عندَه إحساس عالٍ، ويشكّل حالة فريدة، منذ انطلاقته الأولى وإلى الآن، في محبة وتعلق جمهور كبير به في المشرق العربي، وفي المغرب العربي، والخليج، وفي بلاد الاغتراب..
جورج إبراهيم شويط