الوحدة: ٢٦-٤-٢٠٢٤
أقام قصر الثقافة في بانياس محاضرة بعنوان الحقيقة المطلقة والحقيقة النسبية قدمها الأستاذ حسن عز الدين بلال، بدأ فيها بتعريف الحقيقة لغة واصطلاحاً فقال: حسب القاموس ومما قال الجرجاني الحقيقة سكون وثبات واستقرار بمعنى أنها لا تتغير، وبلسان العرب قال ابن منظور: الحقيقة صادقة ويقينية وهناك فلسفي فرنسي يدعى لالاند قال: الحقيقة هي كل موجودات الواقع وما غير ذلك ليس حقيقة بالإضافة للكثير من التعريفات، وأشار أن هذه التعريفات الكثيرة جعلته يستنتج أن اللغة لها دلالة معرفية بأنها وافقت النظري بالعملي ولها دلالة قيمية بمعنى أنها صادقة لكن من خلال التعاريف الكبيرة لمفهوم الحقيقة أصبح المفهوم شائكاً، مطاطاً ومراوغاً ويمكن القول إنه غير مفهوم، والسبب أن كل علم من العلوم له حقائق خاصة كالفيزياء والكيمياء والطب وغيره وهذا التعدد والاختلاف هو الذي جعل المفهوم ضبابياً وله مشاكل كثيرة.
وتحدث بلال عن الرأي الشخصي والحقيقة فالرأي الشخصي يخدم الحقيقة إذا كان مثبتاً نظرياً وتطبيقياً ويقودنا إلى الحقيقة، بينما الرأي الذاتي المغلق لا يفيد الوصول إلى الحقيقة بل يضرها، ومن يدعي أن رأيه الخاص هو الحقيقة سيواجه ويتصادم مع حقائق أخرى ستسبب مشاكل كبيرة، وأضاف أن الحقيقة المطلقة كل فكرة موضوعية سواء كانت فلسفية أو اجتماعية أو دينية أو علمية تتميز بأنها صحيحة صادقة ولا تتغير بتغير الزمان والمكان، كل العلماء والفلاسفة في بداية القرن العشرين كانوا يؤيدون الحقيقة المطلقة من أفلاطون إلى أرسطو وكانط ومن العلماء نيوتن ولكن هذه الحقيقة ليست ملك أحد وتتغير حسب الزمان والمكان، ومن هنا جاءت النسبية حسب منهج علمي مفيد.
رنا ياسين غانم
تصفح المزيد..