العدد: 9372
الاثنين: 24-6-2019
استباحة المنظومة التعليمية بعد ثماني سنوات ونيف من الصبر والانتظار للوصول إلى مفهوم عام لمخرجات الأزمة التي انعكست بالدرجة الأولى على التعليم، وكنا آملين أن نلامس حالة من التغيير في أداء المعنيين عن هذه المنظومة ولكن دون جدوى.
لن نذهب إلى ما نجم عن تغيير المناهج المتكرر وخصوصاً لمراحل التعليم الثانوي والأساسي اللذين لهما الدور الأساس لاجتياز الطلاب لمرحلة اختبار الشهادة الثانوية،
وقيل في هذا الجانب الكثير، وكان المأمول الوصول إلى توازن في منهجية الاختبار للثانوية بفرعيها العلمي والأدبي ولكن فوجئنا بالعديد من الأخطاء المعلنة ضمن الأسئلة لبعض المواد وكان آخرها مادة اللغة الفرنسية التي استنفرت المدرسين والأهالي نظراً للغموض الوارد ضمن بعض الأسئلة وصعوبة الوصول إلى نتيجة نهائية للحل.
فإذا كان المدرّس يجد صعوبة في الوصول لسد ثغرة ناجمة عن واضعي الأسئلة، فكيف بالطالب وأهله، وما تم صرفه من وقت وجهد ومال من قبلهم للوصول لنتيجة جيدة ترضيهم.
ونتساءل: هل يعقل أن تتضمن أسئلة اللغة العربية خطأً إملائياً في اسم الشاعر، أو يقبل موضوع اللغة الانكليزية في كافة الأزمنة على الرغم من وضوح السؤال.
فماذا ننتظر في الأيام القادمة لباقي المواد؟ وخصوصاً العلمية منها، وهل سيواجه الطالب أخطاء ومشكلات ضمن الأسئلة.
وإذا كان ذلك فإلى أين نحن ذاهبون ببناة المستقبل وهل ما يصرّح عبر مواقع التواصل الاجتماعي نقلاً عن موقع وزارة التربية بحالة استباقية تتضمن تخفيض المعدلات هي اعتراف بأخطاء واردة وأسئلة غير متجانسة كما كان يعلن عنها.
فبمجموعة هذه المخرجات إلى أين نصل؟
هل نحن أمام بناة أجيال حقيقيين؟
أم نحن أمام خطط موزّعة على مجموعة من غير الآبهين بالمفهوم العام للمنظومة التعليمية والتي من المفترض أن تكون من أولويات اهتمام الحكومة.
فالجيل الصحيح والواعي هو من سيبني الوطن، وبغير هذا فنحن ذاهبون إلى غياب كل آليات المنظومة التعليمية.
سهى درويش