العدد: 9371
الأحد-23-6-2019
عاد الحديث عن العروبة إلى دائرة الضوء عبر صفحات التواصل الاجتماعي، ومن بين أصحاب هذه الصفحات أناس ينتمون إلى أحزاب عروبية ومنهم من كان في مواقع قيادية فيها، وكانوا في خطابهم السياسي من المتحمسين لوحدة الأمة وعروبتها.
يقول صديقي نبيل الموجوع بالخوف على العروبة: (لماذا يرجمون العروبة بأحجار الحقد . . ولماذا يقفون في الخندق الذي يقف فيه الوهابيون والإخوان والصهاينة وأمريكا . . هذا أمر يشير إلى ضعف في البنية الثقافية والفكرية والنضالية لهؤلاء).
يا صديقي، الانتماء إلى الأحزاب العروبية لدى بعضهم، كان يأخذ بعد الانتماء العائلي أحياناً، فنرى أفراد عائلة ما تنتمي إلى حزب معين وفي مواقع متقدمة، عندئذ تنتسب الأسرة كلها أو أكثرها إلى هذا الحزب، ولكن ما أن يغادر أحد أفراد هذه الأسرة موقعهم المتقدم حتى نجد تحوّلاً كبيراً في انتماء وولاء أفراد الأسرة كلها إلى هذا الحزب وقد ينضوون تحت يافطة المعارضة تنظيماً أو في الخطاب، ويصير الحزب بكل تاريخه والدولة التي يشكل الحزب قاعدتها السياسية في موضع الاتهام.
يسألني صديقي نبيل: كيف يحدث هذا التحوّل؟
السبب يا صديقي يعود إلى أمرين: الأول ضعف عملية الإعداد الثقافي لقناعة قيادات الأحزاب العروبية أن الانتماء خطاب موالاة لأحزابهم، وأن الناس يصفقون لهم في أي وضع كانوا متجاهلين علاقة الوضع التنظيمي في هذا الحزب مع الواقع الاجتماعي والواقع الاقتصادي، وأن عملية الربط بين الحالة الاجتماعية والحالة الفكرية ليست ضرورية، فنجد أن الحالة الفكرية مهملة في بعض الأحزاب تماماً، والواقع أن أي تصدع في البنية الفكرية أو البنية التنظيمية ينعكس على انتماء وولاء أفراد هذا الحزب.
إن العروبة في الأحزاب العروبية ليست موقفاً سياسياً في بعدها الخاص، وإنما هي جوهر الانتماء إلى الأمة الواحدة ذات الرسالة الخالدة والتي أكدت الحركة التاريخية للأمة في سياقات التحديات الطويلة التي استهدفتها، والعروبة في رؤية الأحزاب العروبية عند قيامها في الثلث الأول من القرن العشرين وما بعد كانت حالة من الوعي للمخاطر التي تجابه الأمة ومنها الاستعمار، والصهيونية.
سليم عبود