وقـال البحــــــر..رغبات القرّاء …

العـــــدد 9369
19 حزيــران 2019

 

 

تعد القراءة الوسيلة الناجعة لتثقيف الإنسان وتوعيته بما يدور من حوله في فلك حياته، وهي سراج النور للانتقال من مستنقع الجهل والتقوقع والظلام وصولاً إلى ضفة العلم والنضوج الفكري والمعرفي، ويُعرف القارئ المتميز من خلال فهمه الدقيق واستيعابه العميق للمعاني والأفكار التي تتضمنها المواد المكتوبة والمنشورة على اختلافها، إضافة إلى سرعة إدراكه وبراعة تعلمه لكيفية تطبيق كل ما اكتسبه وحصل عليه من مجمل ما قد تمت قراءته.
تصدر المطبوعات عموماً والصحف خصوصاً أساساً لخدمة القرّاء وتلبية رغباتهم المتنوعة وأذواقهم المختلفة في كافة المجالات، وبقدر نسبة التعرف على رغبات القرّاء وميولهم تتأثر صعوداً وهبوطاً فعلياً مكانة الصحيفة وانتشارها وتميز حضورها بين أيدي الناس في المجتمع.
تعتبر الأبحاث الميدانية و استطلاعات الرأي مهمة جداً للتعرف على كافة العوامل المؤثرة في رغبة القرّاء في تفضيل أي صحيفة على أخرى، ولعل من أهم نتائج هذه الأبحاث بدرجة كبيرة تتلخص في وجود جهاز تحرير جيد ومهني ومتناغم ويلي ذلك الأمر بعض العناصر المؤثرة كمستوى الطباعة والإخراج الصحفي والفني ونوعية الورق ومدى جودة الأحبار المستخدمة، وبتفاعل هذه العوامل مجتمعة مع الجهود المبذولة كافة تتمكن عندها المؤسسات الصحفية من إجراء أغلب الدراسات اللازمة والبحوث الإحصائية الجادة للوصول إلى أهم الحقائق حول طبيعة وخصائص وميول القرّاء وماهية رغباتهم واهتماماتهم.
ومن المعلوم بأنه يتوجب البحث بشكل حقيقي حتى تكون النتائج دقيقة وواقعية، ولذلك يرى الخبراء بأن محور البحث يكون في إجراء ما يلي:
* دراسة محتوى الصحيفة وطريقة ترتيب أبواب صفحاتها ونمط المواضيع فيها.
* كيفية جمع المعلومات والبيانات والمواد التحريرية في الصحيفة لاستخلاص النتائج.
* اختيار عينات عشوائية من القرّاء بعد تحديد واضح لمجتمع البحث، حيث يجب أن تكون العينة من مختلف المناطق الجغرافية وممثلة للذكور والإناث من الموظفين والمهنيين والطلبة ولعدة مستويات من كل المراحل العمرية والتعليمية والاجتماعية.
يوصف القارئ بأنه بوصلة مجتمع البحث، وترسم آراءه خريطة طريق لنجاح أي وسيلة إعلامية، ولهذا فمن البديهي البحث مثلاً حول:
* ما يعجب القارئ من موضوعات الصحيفة وما لا يعجبه منها، لأن القارئ هو نقطة البدء في أي تخطيط تحريري.
* مدى كفاية ما يتم نشره في الصحيفة من مواضيع ومواد تحريرية وصور لتغطية اهتماماته.
* رأي القارئ في عدد الصفحات وحجم المساحات الإعلانية في داخل الصحيفة، فهناك ثمة علاقة وثيقة وجوهرية ما بين الإعلان وعدد القرّاء.
* طريقة ترتيب كُتاب الأعمدة في الصحيفة برأي القارئ.
* وجهات نظر عموم القرّاء وأجدى الاقتراحات بشأن تحسين مستوى الصحيفة وتطويرها وتوسيع رقعة انتشارها والبحث والسؤال عنها في كل الأماكن.
وبعد تجميع عموم بيانات البحث وتحليلها، سيكون هناك العديد من النتائج التي ستساعد كثيراً في ترشيد القرارات الإدارية والتحريرية للنهوض بالصحيفة وإظهار بريقها.

د. بشار عيسى

تصفح المزيد..
آخر الأخبار