بين الشط والجبل ..أريــد أن..

العــــــــــــــدد 9363

الثلاثـــــــاء 11 حزيران 2019

 

صحارى من خيبة وشجون تمتدّ امتداد المدى، وأنا صديان أنشد من فراتك قطرة تبلل شفتي اليبيستين…
أحزاني تنام نوم عليل لا يفارقه الأنين، وعلى محيَّاي ارتسم لون الذبول أعبر مدّاً من الوحشة، كان الرمل يزفر شكواه على درب القفول, وقد غطّى رجفة الخطا صراخٌ أشعل الدمع في مقلتي الجافتين، وانتصب سؤالٌ واجفٌ يقول: إلى أين يا أيها المتورّم بالخيبة تودُّ العبور؟
أسندت متكئي ذكرياتي مثلما يتكئ الشاطئ على نعس البحر, ومثلما سنبلة تتكئ على ظلها ورحت أستحضر رائحة صوتك, ورأيتني أرتدي خطيئتي ويجيء فمي عارياً، في حين أخذ الحزن يبني بيتاً في ضلوعي…
***
دفنت خطواتي في غبار السنين، ومثلما يضيع اللون في اللون ضاعت خطواتي في خطواتي وتهادت الظلال من حولي فوددت لو كبوةً أو غفوة تشبه غفوة الريحان قبيل سقوط الندى…
***
يستوقفني صوتي قبالة جدار الزرقة، جسدي مبلّل بالمطر الشتوي، وبوّابة الوداع أشرعت نوافذها، وما من أحد يعيرني لو التفاتة أو تلويحة أو كلمة أحملها زوادتي في غربتي فأرسلت دخاناً من غضب ألقيت به على قارعة الريح ورحت أسرح نومي على بوّابة مرفأ صدئ..
***
قلت وبكل حسرتي: أريد آخر المحطات، أريد مغادرة لغط الأنهار, وحصاد اليباس أريد باقةً من ياسمين دمشق تعانق حور قصائدي التي أريد أكتبها لعيني دمشق أريد لهذا الدخان أن يغادر سماء بلادي، أريد أن أغادر اختناق الدمع والدم وأن أصحو على فجر جديد مصغياً إلى النشيد الأغلى.. حماة الديار عليكم سلام.

سيف الدين راعي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار