بين الشـط والجبل..لنوقد الماء في شجر النار

العـــــدد 9360

الإثنـــــين 3 حزيــران 2019

 

 

دعني أوفق بين العاطفة والحالة التي يعبرها الوطن، فلنقرأ جيداً ما يجري في زوايا وأخاديد الزمن لكي تكون أفكارنا مرشدة لنا.
فعندما ينهج المرء سُبلاً شتى ومناهج متباينة تجافي أحاسيسه فهو كمن يضع عوائق تحول دون إنقاذه مما يعاني، وتكون كسدّ منيع ضد رقيه وتقدمه.
لقد جمعت الريح أبناء الوطن خلف المتاريس ووراء مدى من حديد، تلبية للنداء فلا صوت يعلو على صوت الوطن وغدا الموت يضحك لهم فهم تآخوا معه، لذلك لا نقل كفى بل لنكن نحن من يوقد الماء في شجر النار، ومن يمضي تحت شتاء الرصاص ليبان الضحى من قميص الخلاص، فاليأس أشد ضراوة من الموت، ولتمكن الوطن من قطف خصلة من شعاع دمنا وإلا صدأ النهر وآن للناعورة أن تنعي عنينها وتستريح، فنحن على أرض تشهد عنفاً في العلاقات الدولية، كالتدخل العسكري وزرع أنشطة إرهابية وتخريبية وضغوط اقتصادية من خلال العقوبات والحصار، وهناك عنف اقتصادي آخر يتماشى ويتناغم مع عنف الأعداء في داخل الوطن، وهذا من خلال الاحتكار ورفع الأسعار وكذلك في الروتين وهذا يسمونه فساداً، بل فساداً في الأخلاق والانتماء الوطني، ويرقى إلى مستوى الخيانة، فالإنسان الفاسد هو مخرب ويعمل على تأخير نهضة الوطن كما يرغب ويتمنى أعدائه، أيضاً يعمل على إزكاء نار الفتنة في النفوس وكذلك التفاوت الطبقي والاجتماعي، فهم كالذئاب الجياع يمزقون جسد الوطن، ولا يردعهم لا شرع ولا دين، أليس من الضروري كسر طواحين هؤلاء وقلع أظفارهم ومناقيرهم السامة؟
فهم سرقوا أحلام شعب وسلبوا نوم عيونه، كونهم صورة من صور الباطل، فالداخل معدة الوطن والمعدة بيت الداء، فرحمة بأحشائه يجب استئصال هذا الداء وإزاحة مثل هذا الكابوس فهو كنير يتحكم برقاب شعب يضحي بأغلى ما لديه.
فقد يكون الأجدى نفعاً هو توقف العمل بميزان المحسوبية واللامسؤولية، عندها سيكتب التاريخ عن هذا الشعب الأبي إنه أجلى عن مراعيه قطعان العصابات العميلة، وأعاد الشمس والأقمار لسمائه ولأرضه رائحة الطيب والبخور.
فمن لا يرى الواقع على ما هو عليه هو من يضع على عينيه غشاوة بملء إرادته لأن ميزانه الباطل ولا يرغب في نصرة الحق لأن هذا يتعارض مع رغبته.

نديم طالب ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار