المنتخب حكاية شغف..

العدد: 9359

الأحد-2-6-2019

 

 

 

الحــــيرة تنتظـــر نتــائج كبيرة تبددهـــا فمـــاذا ستحمل قادمـــات الأيــــام؟

 

المنتخب الأول في مواجهة نفسه بعد العيد، فكيف سيقدّم المنتخب نفسه، وبأي صورة سيعود إلينا؟
أسئلة كثيرة سبقت رحلة المنتخب الحالية، سنحاول أن نراجعها معكم قبل أن يبدأ الجدّ..
فجر إبراهيم بين الرضى والتهكّم
قبل مباراتنا مع أستراليا في نهائيات أمم آسيا التي استضافتها دولة الإمارات العربية المتحدة مطلع هذا العام والتي خرجنا من دورها الأول بوجع وجرح، تمّ إسناد مهمة تدريب المنتخب الوطني للمدرب فجر إبراهيم خلفاً للمدرب الألماني بيرند شتانغه الذي تمّت إقالته بعد التعادل مع فلسطين والخسارة مع الأردن، ولاقى هذا القرار في حينه مساندة جماهيرية كبيرة على أمل أن ينجح الإبراهيم في تصحيح المسار ويمسك بآخر أمل لمنتخبنا لتجاوز الدور الأول وحسم بعض القضايا الجدلية في المنتخب والتي طفت على السطح في الإمارات..
فجر إبراهيم اعتبر مهمته آنذاك (وطنية بامتياز) هدفها محاولة إنقاذ المنتخب، واتخذ على الفور إجراءات لاقت ترحيباً من قبل الجمهور ومنها إلزام رئيس اتحاد الكرة السيد فادي دباس بالجلوس على المنصة الرئيسية بعيداً عن دكة بدلاء المنتخب، وتحويل شارة الكابتن من عمر السومة إلى أحمد الصالح وبعض التبديلات في التشكيلة الأمر الذي أنتج أجمل مباراة لمنتخبنا في النهائيات رغم الخسارة (2/3) أمام أستراليا..
بعد العودة من أستراليا تمّ تثبيت فجر إبراهيم مدرباً للمنتخب وأحيلت له ملفاته وخطط إعداده، والتي ستبدأ عملياً في السادس من حزيران الحالي بلقاء منتخب إيران تليها في 11 منه مباراة أخرى مع أوزباكستان كـ (مقياس) لعمل الفترة الماضية والتي تضمنت معسكراً داخلياً مغلقاً التزم به جميع اللاعبين..
وبغض النظر عن أن وديّتي إيران وأوزباكستان هما في بداية مرحلة التحضير الثانية (بعد دورة الصداقة في العراق والتي فزنا بها على الأردن وخسرنا أمام العراق، ثم تعادلنا مع الإمارات سلبياً خارج الدورة المذكورة) إلا أن خيبات الماضي (كأس آسيا) مازالت حاضرة بالأذهان وبالتالي ستفرض على المدرب أن يلعب من أجل النتيجة في هاتين المباراتين ولن يقبل أي من الجمهور تبرير الخسارة تحت عنوان التحضير..
إذاً المدرب مطالب بلعب مباريات ودية بلباس رسمي وهذا قد يفقده خاصية التجريب للوقوف على مستوى الجميع إلا إذا امتلك القدر الكافي من الشجاعة ولم يفكّر بالنتيجة وأعطى جميع اللاعبين مساحة التجريب..
النتيجة مهمة جداً في هاتين المباراتين لكن أن تكون على حساب الغاية من المباراتين فهذا أمر يتحمله المدرب وحده وهو من سيحدد كيف سيوافق بين الأمرين.
كيف يفكّر فجر إبراهيم؟
معرفتنا بكيفية تفكير المدرب فجر إبراهيم تقودنا إلى استنتاجات أو مقدمات:
أولاً: يتمتع المدرب بشخصية قوية (مطلوبة) وسيكون لها أثرها على انضباط المنتخب والذي كان غائباً أيام المدرب الألماني شتانغه وهذا أمر جيد ومطلوب.

 

 

ثانياً: لا يتأثر المدرب إبراهيم في خياراته الفنية باي تأثيرات خارجية (فيس بوك وغيره) والدليل أنّه أصرّ على استدعاء اللاعب أحمد ديب والذي لا يلعب مع أي ناد رغم الانتقادات الكثيرة التي وجهت له بهذا الشأن.
ثالثاً: يصرّ المدرب إبراهيم على تنفيذ ما خطط له وإن لم يوافقه أحد من الجمهور على ذلك ودليل ذلك عودته للمشاركة بدورة نهرو في الهند رغم ما تتعرض له هذه المشاركة من سخرية وتهكمات وأن دورة نهرو ارتبطت بوجود فجر إبراهيم على رأس القيادة الفنية لمنتخبنا.
رابعاً: غالباً ما يعتمد فجر إبراهيم على لاعب (أساسي) لا يراه كثيرون أنّه من الصف الأول ويريد من خلال ذلك أن يعبّر عن شخصيته وحسن خياراته.
خامساً: لا يكترث فجر إبراهيم بالانتقادات التي توجه له على مبدأ (واثق الخطوة يمشي ملكاً) فهو يريد أن يقول إنه الملك خاصة وإن اللجوء إليه كمدرب لا يكون إلا في الأوقات الصعبة وهو بالتالي يعرف كيف يدير التفاصيل ويسخرها لصالحه وهذا حقه.
وكيف يفكّر اتحاد الكرة؟
على الطرف الآخر فإن اتحاد كرة القدم الذي يعيش أسوأ أيامه مع الجمهور يدرك أن سفينة النجاة الوحيدة المتاحة أمامه هي المنتخب، وبالتالي سيسعى جاهداً لأنم تحمله إلى شاطئ الأمان وإلا سيكلفه الأمر كثيراً قبل وقت قصير جداً من انتخابات اتحاد الكرة فكيف سيدير تفاصيل المنتخب وهل سينجح؟
أولاً: وقع اتحاد كرة القدم في مواقف محرجة كثيرة في الموسم الكروي الحالي قدمته للناس اتحاداً ضعيفاً لا يفقه شيئاً لا بالأمور الفنية ولا بالأمور الإدارية وكان آخر فصوله الجدل الكبير الذي دار خلال الأيام القليلة الماضية حول حضور الجمهور لمباراة تشرين مع الطليعة من عدمه، وتعرى اتحاد كرة القدم تماماً أمام الجمهور الذي أدرك بما لا يترك مجالاً للشك أنه لا يمتلك قراره وأن كثيرين يدخلون على خط هذا القرار.
ثانياً: نكث اتحاد كرة القدم بكثير من وعوده السابقة والتي أطلقها جزافاً وبطريقة عنترية ولم يستطع تحقيق أو إنجاز أيّ منها، الأمر الذي حوّله إلى نكتة مستمرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

 

ثالثاً: الاستقالات الكثيرة أو الإقالات التي حدثت في الأجهزة الفنية والإدارية لمنتخباتنا الوطنية والتي أظهرت حجم التدخل من قبل رئيس الاتحاد السيد فادي دباس بعمل غيره ومحاولته تسيير كل شيء وفق رؤيته، هذه التفاصيل تحولت إلى تهمة لا يعرف اتحاد الكرة كيف يردّ عليها.
رابعاً: اعتراض الجمهور على 70% من التسميات في المنتخبات الوطنية عامل ضغط على هذا الاتحاد الذي كلما حاول سدّ ثغرة ظهرت له غيرها في وقت هو بأمس الحاجة فيه إلى الهدوء أو التأييد.
خامساً: هناك تهديدات من قبل شخصيات كروية لها وزنها بكشف المستور وتعرية ممارسات اتحاد الكرة، وهذا الأمر يقلق اتحاد الكرة ويعمل على تأجيله بالحدّ الأدنى إلى ما بعد الانتخابات الكروية.
وبناء عليه، نتوقع أن يضع اتحاد كرة القدم كلّ ثقله في سبيل نجاح المنتخب الأول والعودة بنتيجتين إيجابيتين من وديّتيه مع إيران وأوزباكستان، لأن ذلك قد يخفف عنه بعض الضغوط، وبطبيعة الحال فإن المنتخب الوطني بإمكانه أن يطوي ملفّ المسابقات المحلية لما يشكله المنتخب من همّ واهتمام لدى الجميع..
نتمنى أن ينجح المنتخب وأن يعيدنا إلى مربع التفاؤل الأول به ولكن ليس من أجل أن يطمر أخطاء اتحاد الكرة وإنما من أجل تمتين قاعدة الانطلاقة للكرة السورية قبل التصفيات المزدوجة لكأس آسيا وكأس العالم التي ستنطلق في أيلول القادم.
ولا بأس إن حاول اتحاد الكرة مساعدة المنتخب بأقصى ما يمكن (لمصلحة شخصية) فذلك سيعود بالمنفعة على المنتخب وقد يريح أعصابنا بعض الشيء.
أجواء المنتخب
سنعود قليلاً إلى نهاية 2018 ومطلع العام الحالي ونتذكّر الشللية والانقسامات التي كانت في منتخبنا الوطني والتي أدت في جملة ما أدت له إلى نتائجنا (المخزية) في نهائيات كأس آسيا..
بعد انتهاء مشاركتنا في كأس آسيا ظهرت هذه الانقسامات إلى العلن، ولم يظهر معها أي جهد لاحتوائها، إلا محاولات شخصية من المدرب فجر إبراهيم نأمل أن تصبح حقيقة ونقطة نهاية لما سبق.
جماهيرياً، فإن المنتخب مقسوم إلى قسمين (فريق فراس الخطيب وفريق عمر السومة) والعمل الأساسي هنا..
مداورة الحلول ليست حلاً.. تجنّب التصادم هروب.. ننتظر مباراتنا الودية القادمة لنحكم على الحالة الإدارية في منتخبنا والتي سيكون بطلها النجم الدولي السابق رضوان الشيخ حسن مدير المنتخب الوطني ونعتقد أنه يملك من القدرة والتأثير ما يكفيه لإنهاء هذا الملفّ كلياً..
الحالة الفنية للاعبينا
تابعنا لاعبي منتخبنا الوطني مع فرقهم وأنديتهم، مازال القسم الأكبر منهم يحافظ على قدراته الفنية الجيدة وهذا أمر مبشّر، وتمّ استدعاء عدد من لاعبي الدوري المحلي ممن برزوا خلال الموسم الحالي وهذا الأمر يجب أن تقابله الفرصة الكافية لأي منهم لإثبات جدارته من عدمها..
المعسكر الداخلي الذي جرى بدمشق يفترض أنه أعطى المدرب فجر إبراهيم صورة واضحة عن مستوى الجميع أو على الأقل أعطاه مقومات الغربلة قبل السفر ونتمنى ألا تكون هناك أي محاباة بهذا الخصوص.
بالتوفيق
ننتظر منتخبنا بصورة جميلة، فلطالما اجتمعنا حوله وتمنينا التوفيق له.. المنتخب حالة فريدة من الاهتمام تجمع كل الناس في محرابها..
العمل الصحيح يبرر سوء النتائج إن حضر، والنتائج ليس بإمكانها أن تفعل العكس، والأجمل أن يحضر الأمران معاً.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار