بين الشـط والجبل … الحــــــبُّ

العدد: 9357

29-5-2019

يُقال : إن الإنسان من دون حب كوردة من دون عطر، أو بلا فائدة كالقمر بدون نور، أو كالنار من دون دفء.
الإنسان هو الكائن الحي الوحيد، الذي يمتلك مشاعر وأحاسيس، ويسخّر قلبه لإعطاء الشعور بالحب والفرح، والحزن والخوف والغضب، إضافة إلى ضخ الدم في الجسم من أجل استمرار الحياة، لتأمين الرضى والسعادة والهناء للإنسان، لذلك ترى الحب يرتدي ملابس عديدة بألوان متعددة، ويتقنّع بوجوه مختلفة عجيبة غريبة، بدءاً من حب الأم لعائلتها، زوجها وأولادها، وأهلها المليء بالتضحية والحنان، وحب الوطن الذي يجعل الإنسان يرتدي رداء الشهادة في الدفاع عنه، وحب شريك الحياة برداء العشق، وحب الله برداء القداسة، ومشاركة الأصدقاء بلحظات الحزن والفرح، وحب الأولاد لأهاليهم بلباس الاحترام والتقدير، أما أحلى أنواع الحب فهو الذي ينساب في الروح والجسد، ويمنح الشخص قوة البقاء، وأبشع أنواعه، أن تحب من لا يستحق حبك، أما أقسى أنواعه الذي لا يفارقك، ويبقى معك مثل الظل، لكن لذته في بعض الأحيان تُذهب قسوته، وللحب فوائد صحية ونفسية عديدة، وهو يصنع المعجزات، حتى تم وصفه بإكسير الحياة، لأنه يقلل الشعور بالألم، ويقلل الاكتئاب أيضاً، وينشّط القدرات العقلية، ويحسّن صحة الجهاز المناعي، ويقلل ضغط الدم المرتفع، كما يُساعد المرأة في الشعور بأنها جميلة، لابل أكثر جمالاً، ويمنح الطاقة لأي حبيب لإثبات الذات أمام الطرف الآخر، ويقوي العلاقات مع المحيط، ويجعل من المحب شباباً دائماً.
وما قصص الحب التي حدثت في الماضي، وقرأنا عنها في كتب الأدب، إلا خير دليل على قوة الحب وتأثيره على حياة البشر، منها قصة روميو وجولييت، وقيس وليلى، وعنتر وعبلة وغيرهم الكثيرون.
لا يمكن للإنسان أن يعيش من دون هذا الشعور، وأتمنى أن يعرف كل إنسان قيمة الحب، وقيمة نفسه كمحب، ويعيشه بكل الحالات التي ذكرناها، ولأن الشمس هدية الصيف، والأمطار والثلوج هدية الشتاء، والأزهار والورود هدايا الربيع فالحب أيضاً هدية العمر.

حسن علّان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار