المغتربة ضحى يوسف: الوطن في الذاكرة.. والدفاع عن قضاياه واجب

الوحدة:1-9-2024

أن تغترب لا يعني ذلك أن تنسى الجذور التي ارتبطت بها في وطنك الأم، بل هو حنين إليها وزيادة في التعلق بقضايا ذلك الوطن، وبهموم أهله، هذا هو المغترب السوري الأصيل الذي لم ينسه النجاح الذي يحققه في المغترب مع أسرته الصغيرة الواقع الصعب الذي تعاني منه أسرته الكبيرة (أبناء الوطن)، ليسعى بما أوتي من إمكانات مادية أو معنوية لرفع تلك المعاناة إن كان بالمال الذي يمتلكه، أو بالصوت الذي ينقل من خلاله حقيقة ما يجري في بلاده إلى الرأي العام في بلدان الاغتراب ليضحد ما يحاول الأعداء أن يروجوه عن وطنه، ولعل المغتربة السورية ضحى يوسف التي التقيناها في جبلة تمثل تجسيداً حقيقياً لما قدمناه.
* قصة نجاح:
المغتربة ضحى التي غادرت الوطن في العام 1997، والتي تمثل مع أسرتها مثالاً للنجاح والتميز، فزوجها هو الدكتور محمد إبراهيم طبيب الداخلية المعروف وابنتها لينا الطالبة في كلية الطب، إضافة لابنها حارث الطالب في هندسة الكمبيوتر هذا في المجال العلمي، أما في المجال العملي فإنها أحبت أن تقيم في ولاية فلوريدا معهداً ومدرسة لتعليم اللغات، إضافة لمكتب للمعاملات المتعلقة بشؤون الهجرة وهي التي تحمل إجازة في إدارة الأعمال.
* قضايا الوطن في الذاكرة:
تقول يوسف: إن هذا النجاح الذي حققته وأسرتها على الصعيدين العلمي والعملي لم ينسها وطنها بل أنها زادت ارتباطاً ومحبة له ولقضاياه التي بقيت متأصلة في وجدانها في كافة المراحل التي مررنا بها الأزمة والزلزال.. مستعرضة لنا جملة من الأنشطة التي شاركت بها مع أبناء الجالية السورية في الولايات المتحدة الأمريكية للوقوف إلى جانب وطنها في المحنة التي يمر بها، وكان من هذه الأنشطة المشاركة في مبادرة سورية الأهم التي تشرّف وفد منها بلقاء السيد الرئيس بشار الأسد، و نظمت العديد من الفعاليات لصالح أسر الشهداء من توزيع قرطاسية وكتب وتأسيس مركز للأطراف الصناعية في محافظة طرطوس، وقدمت أحد أعضائها (نزيه محرز) شهيداً من إحدى المهمات التي جاء بها إلى سورية.
ومن الأعمال التي شاركت بها مغتربتنا تنظيم مجموعة شباب على الواتس أب التي قامت بزيارة إلى السفير الدكتور بشار الجعفري في مكان عمله كتعبير عن الدعم له في الفترة التي حددت السلطات الأمريكية تحركاته، و نظمت مواعيد مع السفراء الدائمين في الأمم المتحدة.حيث كانت يوسف أحد أعضاء الوفد الذي التقى العضو غير الدائم (السفير السويدي) في الأمم المتحدة.
وقالت يوسف: إن أعضاء الجالية، ومن خلال أنشطتهم، أوصلوا صوت بلادهم إلى الرأي العام الأمريكي، وأوضحوا للشعب والمسؤولين الأمريكيين حقيقية ما يجري في سورية من أحداث من خلال ماسبق ذكره من نشاطات، ومن غيرها من الأنشطة التي تضمنت تنظيم وقفة احتجاجية أمام البيت الأبيض ومقر الأمم المتحدة للمطالبة برفع الحصار الجائر عن سورية، والشعب السوري الذي يعاني من الجوع ومن نقص الأدوية، إضافة للحملات التي يقوم بها هؤلاء الأعضاء في الجالية، ومنهم المغتربة يوسف، على السوشيال ميديا التي تخاطب المسؤولين الأمريكين، وخاصة أعضاء الكونغرس الأمريكي، وهي الحملات التي أتت أكلها في ثني بعض أعضاء الكونغرس عن التصويت فترة أوباما على ضرب سورية.
وأضافت يوسف أن ما قامت به من مشاركات في تلك الأنشطة هو واجب تجاه وطنها كون هذا الوطن أعطانا في وقت خيره ومن واجبنا رد العطاء في وقت محنته، داعية كل مغترب للتفكير بأبناء وطنه ولو كان بالقليل، مشيرة إلى أنها، على الصعيد الشخصي، وضعت صندوق أسمته صندوق سورية، تضع في كل يوم جزءاً مما يأتيها فيه حتى وقت زياتها إلى سورية، حيث تكون قد جمعت في هذا الصندوق المال الكافي لتنظيم بعض الفعاليات في سورية.
*خدمة لأبناء الوطن:
ومن أولى الأنشطة التي سعيت لتنظيمها، والكلام للمغتربة يوسف، تنظيم مسابقة القراءة، التي حاولت من خلالها إعادة الأطفال إلى القراءة بعد أن ظنت أن الأزمة قد أبعدت الجيل عن الثقافة وحولته إلى استخدام وسائل الميديا بدل الكتاب، فكان تنظيم الموسم الأول لمسابقة القراءة عام 2014، وكان الداعم لهذه الفعالية أخي المرحوم وضاح يوسف الذي توفي بعد ذلك بنحو عام، حيث قررت واستحضاراً لذكراه وإهداء لروحه تنظيم أي نشاط في ذكرى وفاته، حيث نظمنا في هذا الموعد، وخلال هذا العام، مسابقة للإملاء والشعر شارك فيها نحو 370 طفلاً، وقد أقيمت تلك الفعالية في العاشر من آب في مقهى الزوزو على كورنيش جبلة، وتم خلالها توزيع الجوائز على جميع المشاركين.
وأضافت يوسف أنها مع فريق العمل المرافق لها، والمكون من المهندسة كوزيت ديموني وسميا سعود وعمار إدريس وفراس يوسف، يفكرون في توسيع مشروعهم ليكون أكثر تنظيماً، وذلك من خلال إيجاد مشروع يمول هذا النشاط إقامة (مشغل خياطة) يخلق فرص عمل لعدد من العمال ويوفر التمويل اللازم لمختلف الأنشطة التي تفكر بإقامتها، معربة عن الأمل في توسيع نطاق تلك الأنشطة لتشمل القطر ككل، منوهة في ختام حديثها بالجهود التي يبذلها فريق العمل والمتطوعون الذين ساهموا في إنجاح الأنشطة التي قامت بها، إن كان في الفعاليات الثقافية أو التي نظمت خلال فترة الزلزال، داعية كل مغترب لأن يفكر في أبناء وطنه وأن يساهم ضمن إمكاناته في تقديم يد العون لأبناء هذا الوطن الذي ما بخل يوماً على أبنائه إن كانوا في الداخل أو المغترب.

نعمان أصلان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار