العــــــــــــــدد 9356
الثلاثاء 28 أيــــــار2019
أنا ماضٍ في المدى، ولستُ أبالي، أضيّقاً كان أم متِّسعاً، وسيَّان عندي أكان مُغلْقاً أم مفتوحاً، لأنه يكفيني من هذه المعمورة – على رحابتها- مكانٌ يكون مستقراً لقدميَّ..
***
سأحكي لكم لأخفِّفَ عن نفسي، إن روحي كانت وما تزال ملفَّعة بالصواعقِ والغيومِ، والمطر، وإنني أخبركم بأن عصرنا الذي نحياهُ، قد دخل – منذ أمدٍ- مدار الغياب، وأن أزمنتنا هي أزمنةٌ صعبة..
***
سأحكي لكم لأخبركم كم يضحكني أولئك الصعاليك الذين ينحنون خنوعاً وتزلُّفاً لا لشيء إلا لأنَّهم مَشلْولو الأيدي، ولو أنٌّهم كانوا يمتلكون القوة لكانوا كغيرهم ممَّن يمتلكون تلك القوة، يدورون حولكم كطنين ذباب هائج، ولاحتالوا عليكم بأكاذيبهم، حتى إذا ما تمكّنوا من مقدّراتكم انقضوّاُ عليكم ناهبين وسارقين ثم لتولَّوا بعدها مخلِّفين الدمار والخراب.
***
سأحكي لكم وأخبركم، أنه لا عبء في هذه الدنيا على الإنسان إلاّ الإنسان ذاته، فلطالما كان يوقر كاهله لما لا طائل له، ولطالما أناخ ظهره لأشدّ الأحمال والأثقال.
***
سأحكي لكم، وسأخبركم، بأنني ألقيت بقاربي إلى الشطّ، وأنني وتّدته بأوهن الخيوط التي هي كخيوط العنكبوت، وأنني أردتُ قيلولةَ هانئة، وأنني أحسست بعصافير روحي وهي تحلّق مزقزقة في فضائها الرحب، وأنني أدركتُ – متأخراً- أن السعادة قد تنشأ من أقلّ الأسباب، ولكنّ الزمان- وبما شغلني- فقد شغلني بما هو أعمقُ من معرفتها وتذوّقها.
سيف الدين راعي