الوحدة 13-4-2023
نعتقد واثقين أنّه حان الوقت لبدء عملية خاصة على مستوى البلد، تؤكد وتكمل الانتصار الكبير الذي حققه جيشنا الباسل على الإرهاب، وأنّ هذه العملية لن يعارضها إلا فاسدون ستأتي على (مكتسباتهم) التي حققوها على حساب النسبة الأكبر من الشعب السوري العظيم. الأمور ليست غامضة، وليست بحاجة للكثير من الدراسة، والعملية المشار إليها (إن أردناها) ذات جدوى وطنية واقتصادية، وهي مطلب المرحلة الحالية. ندرك أن اجتثاث الفساد ليس سهلاً، وإن التصدّي له سيلقى مجابهة شرسة من أصحاب المصالح، ولكن هو خطوة لا بدّ منها، وكلما تأخرنا في إطلاقها ستزداد صعوبتها.. المسألة ليست بالبساطة التي نتصوّرها، ولكنها ليست صعبة لدرجة ألا نفكّر بها، وقد تحتاج بعض التضحيات، ولا بأس في ذلك شرط أن تكون عامة، وواضحة الخطوات والأهداف… كيف يكون ذلك؟ تعزيز الإدارات الخطوة الأولى تتمثل بإيجاد إدارات وطنية حقيقية، قوية، مدعومة بقوة القانون، وبالأدوات التنفيذية، وخاضعة لمبدأ الثواب والعقاب، تُوجد من أجل هدف محدد، وخلال وقت محدد، وعلى أساس ذلك يتمّ التقييم والمحاسبة. لا نتفق مع الرأي العام القائل بفساد الإدارة، هناك إدارات كذلك، لكن في حقيقة الأمر أن معظم الإدارات ضعيفة، وقد أنتج ضعفها حالات فساد، صبغت القطاع العام بهذه التهمة، والخروج منها لن يكون إلا باختيار إدارات متكاملة قادرة على إعادة الأمور إلى نصابها، ومخوّلة بوضع ما يناسب عملها من قوانين خاصة بها، تحت مظلة القوانين المركزية والدستور، ولكن بلمسة إبداع تطلقها إلى الإنتاج والإيجابية. نظام التحفيز نتذكر صدور مرسوم خاص بنظام التحفيز، وهذا أمرٌ مهم، وما نريده فعلاً هو التطبيق المثالي لهذا المرسوم، بحيث يخلق حالة التنافس الإيجابية التي نسعى لها، لا أن يتحول إلى (كعكة) يتمّ توزيعها بـ (الدور)، أو على أشخاص مقربين من الإدارة، فيكلّف ما يكلفه من ميزانية الدولة، وبذات الوقت لا يحقق أي ريعية اقتصادية مطلوبة. هذا الأمر يمكن أن يتحقق إذا ما كانت الإدارات بالمستوى المطلوب، وإذا ما كانت المحاسبة صارمة. دراسة الجدوى قد يكون من الصعب إعادة كلّ شركات وجبهات القطاع العام إلى ما كانت عليه، في ظلّ ظروف الحصار وما نتج عنها، لكن سيكون من الجيّد أن نختار بعض جبهات العمل الأكثر إلحاحاً من حيث الحاجة إليها، وتفعيلها على حساب تأجيل عودة غيرها من نفس الاختصاص، وتجميع الكوادر المتميزة (مؤقتاً) في الجهات التي نتخذ القرار فيها، والعمل على عودة إنتاجها بأسرع وقت وبأعلى مستوى من الجودة. هناك عشرات الشركات الإنشائية والهندسية على سبيل المثال، ولكل منها كادرها البشري الهائل، والآلات الهندسية، وغير ذلك، وبدلاً من أن يكون معظمها خارج العمل بسبب ضعف الإمكانات، لماذا لا نجمّع إمكانيات هذه الشركات في جهتين أو ثلاثة ونطلقها للعمل؟ عندما نفعل ذلك، آخذين بعين الاعتبار المحاسبة والتحفيز، واستمرار المتابعة، سيتحرك الوضع قليلاً نحو الأفضل، ونكون قد بدأنا معركة إعادة البناء، ومرحلة التقييم الحقيقي للعمل.
غانم محمد