الوحدة 6-4-2023
قبل أن نذهب إلى قراءة المشهد التعليمي علينا أن نعود قليلاً إلى الوراء خاصة أثناء جائحة كورونا بتعطيل المدارس وحرمان الطلاب من التعليم، فكانت هناك إجراءات مدروسة من قبل القطاع التربوي بإلغاء بعض المقررات والوحدات الدرسية لطلاب الشهادتين حتى يستطيعوا استيعاب ما تم تحصيله في المدرسة، واليوم يتكرر المشهد ذاته ولكن بوجه آخر وهو الزلزال الذي ضرب المنطقة، فلا يخفى على أحد حجم الأضرار والآثار السلبية التي خلفها على قطاع التعليم، فقد أثر تأثيراً مباشراً على الطلاب بشكل عام وخاصة طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية ليجدوا صعوبة في التعامل مع الإجراءات التي تم اتخاذها حول الفاقد التعليمي للمنهاج، هذا ما حدثنا به مجموعة من أولياء الأمور الذين استفاضوا بالحديث عن حال أبنائهم اليوم فقالوا: هم يواجهون واحدة من أكبر الأوضاع التعليمية تعقيداً والتي لم تكن خياراً، فهم لم يتلقوا التعليم الكافي بعد انقطاع مدة زمنية طويلة بعد الزلزال، ووجدوا أنفسهم يتصارعون مع المنهاج دون مراعاة الانقطاع القسري عن التدريس وضخامة المنهاج، ليتكشف لديهم فجوات في الوحدات الدرسية التي لا يمكن استيعابها إلا بالقاعات الدراسية، والكثير منهم أصيبوا بالإحباط نتيجة الحالة النفسية والضغط الكبير الذي لحق بهم وخلصوا إلى عدم القدرة على تعويض ما فاتهم، علماً بأن الأحوال المادية للأغلبية منهم لا تسمح لهم بالدروس الخصوصية أو المعاهد لارتفاع أجورها وسوء الأوضاع المعيشية، وأضافوا: لابد من الأخذ بعين الاعتبار ضرورة إيجاد آليات جديدة تعزز مستوى الحالة النفسية للطالب ليس بتكثيف المنهاج وخاصة أوقات الأزمات والكوارث وإنما بحذف جزء من المقررات والوحدات لضمان عدم ضياع جهودهم وخاصة بما يتناسب مع العد التنازلي للامتحان. ينبغي على الجهات المسؤولة عن قطاع التعليم إصلاح الضرر الذي لحق بطلاب الشهادتين بشكل خاص قبل فوات الأوان فالبعض منهم قرر تأجيل امتحاناته للعام المقبل وغيرهم من معلمين ومعلمات حزموا أمتعتهم وسافروا إلى خارج البلاد جراء الزلزال ما أثر على طلبة الشهادات, فالقرارات والإجراءات لم تكن متكافئة ولابد من إعادة النظر بقرارات تكون أكثر إنصافاً.
بثينة منى