الهجرة…هــــــــــدر للكفـــــــــــــــــــــــــــــــاءات العلمــــــــــــــــية والعقــــــول المبــــــدعة

العدد: 9342

8-5-2019

من المهم أن نمنح الشباب فرصة للتعبير عن مكنونات عقولهم وما يجول في خاطرهم من رؤى وأفكار في مجالات تتعلق بحياتهم وطموحاتهم المستقبلية، وأن نمعن النظر ونستفيد من كل خطوة يفكرون فيها لإحياء عقولهم الفنية وتأمين حياتهم.
فكم من عقول مبدعة لدينا، وكفاءات علمية شابة تعد مورداً فكرياً هاماً وزاخراً بالعقول النيرة التي تمتلك طاقات ومهارات ومعارف اكتسبت من المقاعد الدراسية وصولاً إلى المرحلة الجامعية.
والسؤال الذي نطرحه هنا كيف نحصّن شبابنا ونغلق بوجههم فكرة الهجرة التي تستهوي الكثير منهم؟ وما النتائج المترتبة جراء الهجرة على الصعيد الاقتصادي؟ وما الحلول الممكنة للتقليل قدر الإمكان من الهجرة إلى الخارج.
* أحمد يوسف طالب في كلية الآداب يقول: صحيح إن الوضع سيىء إلا أنني لا أفكر بالهجرة مطلقاً، رغم معاناتنا من الآزمة والحرب الظالمة التي رمت بظلالها على وطننا الغالي وقد أثرت بشكل أو بآخر على الشباب الذين هم عنوان المستقبل وأمله.
* وتقول رهف معروف طالبة جغرافيا: نحن ننتظر بفارغ الصبر يوم التخرج الذي نحلم به لتحقيق أحلامنا رغم أن أملنا ضعيف، لأن بلدنا غير قادر على استيعابنا بوظائف في القطاع العام، لأن زملاءنا تخرجوا وحملوا شهاداتهم باحثين عن فرص عمل مناسبة لهم، ولكن للآسف الواقع المرير وقف حائلاً أمام تطلعاتهم وأحلامهم الباقية دون ترجمتها إلى الواقع.
* بينما السيدة حنان الدنيا خريجة كلية السياحة تشير إلى أنه عندما نتطرق إلى موضوع الهجرة والاغتراب فالحديث يطول كون له عوامله ومعاناته وتأثيراته المعرفية والعلمية والاقتصادية، كما أن له جوانب إيجابية وسلبية، لذلك يجب العمل على عدم هدر تلك الطاقات الواعدة، وضرورة تأمين فرص العمل لهؤلاء الشباب، لكي يستطيعوا البحث والمتابعة والبقاء في الوطن.
* ويؤكد حسين ألتون- ماجستير في اللغة الفرنسية على أنّه ينتظر الوظيفة التي يحلم بها في مجال اختصاصه ولا يعرف إلى متى سيطول الانتظار إلا أنه يرى مستقبله بالبلد الذي لن يتخلى عنه.
ويطالب بدعم الشباب لكي يبنوا أنفسهم وكيانهم، وأهمية توفير فرص عمل لهم سواء في القطاع العام أو الخاص، والعمل على إيجاد ضمانات للعاملين للشعور بالاستقرار النفسي الذي يطمحون إليه لبناء أسر شابة جديدة.
* وترى مروة حسن أنه من الطبيعي أن يكون الإنسان طاقة متحركة، ولابد من استثمارها في الإنتاج والمعرفة، وإن لم تستثمر بالتأكيد سيفكر بالهجرة وإن كانت طريق الهجرة غير مفروشة بالورود دائماً، إلا أننا نحتاج إلى العمل الحثيث وبذل الجهود لإثبات مقدرتنا العلمية وتحقيق أبسط أحلامنا.
* بينما هزار حسن، هندسة طاقة تؤكد بأن مستقبلها في بلدها الذي لن تتركه وهي متفائلة وخاصة بعد تعيينها في إحدى الوزارات وضمن اختصاصها، لافتة إلى أنها ستقدم ذروة طاقتها وإمكاناتها العلمية للارتقاء بالعمل وإعادة إعمار وطننا الغالي.
* السيدة سندس حيدر، علم اجتماع تقول: من أهم الظواهر الاجتماعية المؤثرة والمؤلمة والتي تنعكس أثارها السلبية على المجتمع هي هجرة الشباب إلى الخارج، حيث يترك الشاب المكان الذي ترعرع ونشأ فيه ويسعى للذهاب إلى مكان آخر لا يعرف فيه مصيره، وهدفه الأساسي هو تحسين وضعه المعيشي.
ولا شك أن البطالة لها دور كبير في سعي شبابنا للهجرة لأن أحلامهم كبيرة، فعندما تتلاشى تلك الأحلام ويشعرون باليأس والإحباط بالتأكيد سيصب تفكيرهم بالهجرة والعمل في الخارج فالواقع الحياتي هو الذي يشكل دافعاً نفسياً للهجرة والهروب من مشكلة البطالة وحاجته للمال.
وأيضاً هناك عمل هو عدم الاستقرار الوظيفي ووجود هوة بين التخصص وبين ما يقوم به من علم، وأحياناً يكون عدم الاستقرار المهني له دور في السعي للهجرة والصعوبات والمعوقات التي تمنعه من تحقيق أحلامه وطموحاته.
* السيدة أميره ميا، علم نفس ترى أن الحاجة الاقتصادية هي الدافع الأساسي للسفر أو الهجرة لدى الشباب التي سببها الحرب الظالمة على بلدنا، كما أن الوظيفة باتت حلماً لكثير من الشباب فالشاب ينتظر لسنوات بعد التخرج للحصول على فرصة عمل، بالإضافة إلى أن المردود المادي من العمل لا يغطي احتياجاته ومتطلباته ليكون أسرة، لذلك يفكر ببناء نفسه من الناحية المادية.
وهذه الظاهرة لها تأثيرات إيجابية وسلبية حيث تتمثل السلبية بخسارة الاقتصاد للكفاءات العلمية، بينما الجانب الإيجابي هو إيجاد العمل خارج الوطن الذي يدر دخلاً جيداً لهم.
أما بالنسبة للحلول والحد من هذه الظاهرة يحب إيجاد فرص عمل متاحة لهذه الكفاءات وتشغيلها في الأماكن المناسبة لاختصاصاتهم، أو مد يد العون للشباب من خلال منحهم قروض من البنوك العامة والخاصة لإنشاء مشروعات صغيرة أو متناهية الصغر، كما أنه من المهم إعادة توصيف الوظائف بحيث يتم امتصاص أكبر نسبة ممكنة من المؤهلين والكفاءات العلمية وخريجي الجامعات، بالإضافة إلى توسيع حجم الاستثمارات في القطاعات الخدمية.

مريم صالحة 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار