الوحدة: ٢٢٢-٢٠٢٣
بين الاستلقاء في حضن قناعات دينية واجتماعية موروثة، ومحاولة (الفهمنة)، والتشدّق بـ (العلمانية)، ومن إلهاء النفس بوجعٍ عن وجعٍ آخر، عانينا ما عانيناه خلال العقد الأخير من عمرنا، ولم يتبقَّ لوناً للمعاناة إلا وجرّبناه..
عندما يكون (غضب الطبيعة) هو العنوان، فإننا نسلّم أمرنا لإله الطبيعة، والمتحكّم بها، ونعم بالله، ولا يكون أمامنا إلا التوسّل لعظمته أن يتلطّف بنا ويجيرنا من شرور أنفسنا، لكن عندما تحضر الأزمات من صنعنا نحن البشر، فعلينا أن نقف أمام أسئلة الحقيقة، ونجيب عليها بكلّ الضمير المتيقّظ، الضمير الذي آنَ له أن يصحو، فهنا جراج تئنّ في كلّ مكان، وهناك نزف لا ينتهي..
رحم الله كلّ من قضى جراء الزلازل، وعافى الله كل مصاب، ودبّ الطمأنينة في نفس كل مضطرب، وفرّج الله علينا وعلى جميع عباده، ولكن، هناك من هم غير محسوبين أو معدودين في قوائم المتضررين المباشرين من الزلازل، أناس هم بأمسّ الحاجة لمدّ يد العون، دون أن يسألوا عطاء أو يبرزوا حاجة، أناس مضغهم الفقر، وعلكتهم المعاناة، وهم 99% ممن يعيشون على رواتبهم فقط، وبأحسن الأحوال لديهم منزل يحتويهم، فما بالك بمن يستأجر؟
لم نمتهن (الإصلاح الاجتماعي) ولن نفعل ذلك، لكن إحساسنا بمن حولنا، وبالجرح الذي يشبهنا، يدفعنا للمطالبة بعدالة التحرّك في هذه المعاناة، وألا يتمّ تجاهل أي محتاج، والابتعاد عن (التصوير)، والمباهاة الفيسبوكية، فنحن بحاجة إلى عمل حقيقي أكثر نضجاً على الأرض، لا إلى مشاهد من أفلام (رومانسية)!
قسم كبير من البشر يعاني، وقسم كبير أيضاً يحب المساعدة، ولكن ثمة حلقة تبدو غير واضحة المعالم تجعل أثر المساعدات التي نتحدث عنها أقلّ بكثير مما يجب أن يكون.
غانم محمد