رقــم العــدد 9338
24 نيســــان 2019
كلما زادت التحديّات المفروضة علينا، كلما ازددنا ثقةً أننا نسير في الطريق الصحيح، ولو أنّهم استطاعوا كسر إرادتنا كسوريين لما رفعوا سقف عقوباتهم وإجراءاتهم الحاقدة محاولين اجتثاث الحياة من دواخلنا!
بغضّ النظر عن الطريقة التي تعامل بها السوريون مع أزمة الوقود التي تسحب ذيولها، وبغضّ النظر عن التشاؤم الذي أغرق مواقع التواصل الاجتماعي، فإن أياً منّا لم يفقد الثقة بأنّ الحلّ سيكون قريباً، ومردّ هذه الثقة أننا ومنذ ثمان سنوات ونحن نقاوم كل فنون الإجرام الدولي بإرادة صلبة وعزيمة لا تلين، مؤكدين أن من بذل الدم لن يشلّه (البنزين)، ومن جابهَ مئات الفضائيات بأدواتها المتطورة لن تحتله مراهقات الفيس بوك وأخواته.
لسنا خارج الواقع، وعانينا كثيراً كغيرنا، ولكن من قال إنّ الصمود يكون بلا فاتورة وبلا ثمن؟
كلّ ما هو عارض يجب ألا يؤلمنا، ما يؤلم حقاً هو أن تغيب الحلول الاستراتيجية، والوضوح الذي يجب أن يغلّف عملية إعادة الإعمار.
المطلوب من حكومتنا الموقّرة أن تشارك المواطنين بما تفكّر به، وأن تطلعهم على خططها بكلّ شفافية، وحينها لن تجد مواطناً سورياً إلا فاعلاً، بدل أن تتقاذفه التأويلات والاستنتاجات، فتستثمر طاقاتها البشرية (وهي الأهمّ)، ويكون المردود وفيراً.
من اعتاد العيش بـ (ربطة خبز) يستطيع أن يعيش بنصفها شرط أن يعرف لماذا يفعل ذلك، وإلى أين سيصل ومتى، وللحكومة أن تجرّب ذلك.
غانم محمد
Ghanem68m@gmail.com