الوحدة22-12-2022
هي خدمة قديمة لا يعرفها أبناء هذا الجيل، عادت لتزدهر هذه الأيام في ظل نقص الوقود وندرة وسائط النقل الجماعية، حيث ظهرت مؤخراً الدراجات النارية كوسيلة للتنقل داخل المدن وبين الأحياء، وبدأت تنتشر في الشوارع كوسائل نقل بديلة، لا سيما في ظل نقص مادة المازوت وامتناع العديد من سائقي السرافيس عن العمل مفضلين بيع مخصصاتهم.
بالقرب من كراج البولمان التقينا صافي (٣٥عاماً) وهو شاب لديه موتور يقول: بدأت العمل بنقل الناس على الدراجة بالصدفة في ظل أزمة المواصلات، أثناء ذهابي للعمل كان هناك أشخاص يطلبون مني توصيلهم في حال كانوا على طريقي، ومن هنا جاءتني فكرة العمل بنقل الركاب على الموتور.
وأضاف أنه اعتاد كل يوم صباحاً على نقل عدد من الركاب وتحديداً من الكراج إلى مناطق مختلفة وفقاً لحاجة الزبون، واضطراره للوصول في وقت محدد وسط الازدحام، وقلة وسائل النقل الأخرى (سرافيس – باصات نقل داخلي)، لافتاً إلى أن هذا العمل ساعده مادياً وساهم بخدمة من يرغب بالتنقل والوصول سريعاً إلى مقصده،
وعند السؤال عن طريقة تأمين البنزين أكد أنه يتم الشراء من السوق السوداء وكل يوم سعر جديد حسب توفر المادة أو حالات الاختناق، وأضاف أن كل موتور يمشي مسافة كيلومترات معينة لكل لتر من البنزين، وهذا يعود لعدة عوامل أهمها نوع الماكينة و”الكارباراتور”، حسب قوله.
وأضاف: متوسط المسافة التي يقطعها الموتور ما يقارب ٣٠ كم باللتر الواحد، إضافة لكلفة الزيت والدواليب والفرامل، وغيرها من العوامل التي يتكلف عليها صاحب الآلية، أما الأجرة فتبدأ ب ٥ آلاف ل.س وتحددها المسافة المقطوعة، ومع ذلك أثنى عدد من الشباب على هذه الظاهرة القديمة الجديدة، مشيرين إلى أنها كانت قبل عقود موجودة وبكثافة ثم توقفت ولكن ضيق ذات الحال هذه الأيام وعدم توفر وسائط النقل الجماعية دفعت بهذه المهنة أو هذه الخدمة إلى الواجهة مرة أخرى.
كما أضاف بعض مستخدمي الدراجات النارية للتوصيل المأجور أنها تقدم خدمة، ولكنها غير آمنة حيث أنها مهيأه لشخص واحد، إضافة إلى أنه لا تتوافر فيها مبادئ السلامة، وعدم تقيد الكثير من سائقي هذه الدراجات بشروط السلامة من ارتداء الخوذة إلى التأني في القيادة وغير ذلك من الشروط التي يجب اتباعها أثناء قيادة الدراجة النارية، كما أن الكثير من سائقي الدراجات النارية ليست بحوزتهم شهادة قيادة وبعضهم لايأخذ بعين الاعتبار عدد الركاب على هذه الدراجة .
هلال لالا