الوحدة 12-12-2022
لا يستطيع المواطن العادي أن يمنح البراءة لأحد في قضية معاناته اليومية مع شظف الحياة وقسوتها، حتى تلك الحلول التي يُعلن عنها وكأنها نوع من التدخّل الإيجابي هي أقسى من غيرها لأنها جاءت ممن يفترض أنه المنقذ!
هل وزارة الزراعة ممثلة بمديريتها في اللاذقية مطالبة بتحقيق هامش ربح وهي تعلن عن استعدادها لبيع طن الحطب بنصف مليون ليرة؟
عندما تعلن مديرية الزراعة عن هذا السعر، وستضاف عليه أجور النقل، ومعاناة الروتين، فإنه شراء هذا الطن من الحطب بـ 700 ألف ليرة من تاجر حطب أخفّ وطأة، مع العودة إلى السؤال: هل المطلوب أن تكون وزارة الزراعة تاجراً ينشد الربح؟
من يفترض بها أنها قادرة على ليّ أذرع التجّار (السورية للتجارة)، تأتي بأسعارها كرجع صدى لأسعار السوق الفوضوية، وألفا ليرة أقلّ في سلعة سعرها 16 ألف ليرة (الزيت مثلاً)، لا يرتقي هذا الإجراء لتسميته تدخلاً إيجابياً، وإنمّا شرعنة معلنة لسعر السوق الذي يسبقها دائماً، وتأتي أسعارها لتختمها بالخاتم الرسمي!.
الأرقام التي تحدثوا بها عن توزيع مازوت التدفئة هي ردود جاهزة لكل من سينتقد هذه العملية، لكن على أرض الواقع، ومن أصل أكثر من ألفي بيت في ضيعتنا لم يحصل (50) شخصاً على مازوت التدفئة، فهل هذه النسبة جيدة ونحن نقترب من نهاية العام؟
نعود إلى الحطب، وعينٌ رقابية صادقة بإمكانها تسطير تقرير طويل عن تعديات تصل حدّ الجريمة على الأشجار المتوزعة على جانبي أوتوستراد حمص طرطوس، ولا نطالب هنا بردع الناس ومعاقبتهم، بل بإيجاد الحلول التي منعتهم سابقاً من قصّ أي غصن من هذه الأشجار.
لا تلوموا مضطراً على تجاوزه القانون، بل فتّشوا ضمن الممكن عن حلول حقيقية ومستمرة، تجعل الجميع حماة للقانون ومدافعين عنه..
غانم محمد