وقال البحــــــر…هكذا نعزّز استقلالنا

العـــــدد 9335

الثلاثـــــاء 16 نيســـــان 2019

 

 

لا يختلف اثنان على أن جلاء المستعمر(المحتل) عن أرض الوطن هو العيد الأهم بين الأعياد التي يحتفل فيها أبناء هذا الوطن، فالاحتلال الأجنبي مرفوض أخلاقياً وقانونياً على الصعيدين الوطني والدولي حتى وإن كانت ومازالت تمارسه بعض الدول خلافاً لذلك تحت حجج وذرائع لا تمت للأخلاق والإنسانية والقانون بصلة!
وأهمية هذا العيد لا تنطلق مما سبق وحسب إنما تنطلق أيضاً من الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب من دماء أبنائه وإمكاناتهم وسنوات عمرهم وصولاً لتحقيق الاستقلال وامتلاك القرار الحر على كل ذرة تراب من تراب أرض الوطن، ومن ثم الانطلاق في تربية المواطن وتعليمه وتنشئته على أسس وطنية بعيدة عما يريده المحتل لأي شعب يحتل أرضه ويسيطر عليه معنوياً ومادياً، وفي البناء والنهوض والقضاء على كل آثار هذا المحتل . . إلخ.
لقد حقق السوريون الاستقلال وطردوا آخر جندي فرنسي في مثل هذا اليوم من عام 1946 وأشرقت شمس حريتهم وأنهوا عهد العبودية والاحتلال وتسلموا زمام القيادة وبدؤوا يتمتعون بثروات وطنهم يوماً بعد يوم وسنة بعد أخرى بعد أن كان ينهبها المحتل، وأنجزوا بأحرف من نور على مدى العقود السبعة الماضية وبالأخص بعد قيام الحركة التصحيحية المجيدة بقيادة القائد المؤسس الخالد حافظ الأسد الكثير الكثير من المشاريع الخدمية والتنموية والتعليمية إضافة لبناء جيش عقائدي انتصر وينتصر في كافة المعارك التي خاضها سابقاً في وجه العدو الإسرائيلي، ويخوضها اليوم في وجه الإرهابيين والدول الداعمة والراعية لهم.
وإننا إذ نتوجه بالشكر والتقدير والوفاء لأرواح أبطال الاستقلال وفي مقدمتهم الوزير يوسف العظمة والشيخ صالح العلي وقائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش والمجاهدين إبراهيم هنانو وأحمد مريود والأشمر وغيرهم نتوجه أيضاً بالتحية والتقدير والإجلال لأبطال تحرير بلدنا من رجس الإرهاب وفي مقدمتهم أرواح الشهداء الأبرار وجرحانا الأبطال ومفقودينا ومخطوفينا وأسرهم كما نتوجه بالمحبة والتعظيم لشعبنا الصامد وجيشنا الباسل وقائدنا الشجاع والحكيم الذين يشكلون (الثالوث المقدس) في الحرب على الإرهاب والقضاء عليه وصولاً لتحقيق الانتصار النهائي عليه، واستعادة كل ذرة تراب من تراب سورية من أقصى شرقها إلى أقصى غربها ومن أقصى جنوبها لأقصى شمالها تكريساً لوحدتها أرضاً وشعباً رغم أنف أعدائها من المحتلين القدامى والجدد وأتباعهم.
ومع هذه التحايا القلبية لابد من القول إننا مطالبون جميعاً كمواطنين بتعزيز استقلال وحرية بلدنا من خلال المحبة والتلاحم فيما بيننا والقيام بواجباتنا الوطنية في تربية أبنائنا أخلاقياً ووطنياً وفي عملنا الخاص أو العام وفي استمرار الصمود والدفاع بمواجهة الإرهاب حتى النهاية، كما أن حكومتنا من أكبر مسؤول وحتى أصغر مسؤول فيها وفي وزاراتها ومؤسساتها مطالبة بتعزيز وتعميق هذا الاستقلال من خلال خدمة ورعاية الشعب ومعالجة أزماته وتنمية وتطوير مجتمعه وواقعه وتأمين حقوقه، ومحاربة الفاسدين والمفسدين في وطنه، وإنجاز الإصلاحات الإدارية والقضائية والاقتصادية تنفيذاً لتوجيهات قائده دون تقصير وتسويف تحت حجج مختلفة . .

هيثم يحيى محمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار