العدد: 9334
الإثنـــــين 15 نيسان2019
الكيان الصهيوني يحرق الأطفال، ويقتلهم الكيان الصهيوني يحرق الأشجار في فلسطين ويغتالها، الكيان الصهيوني ينظر إلى الأشجار بحقد أسود وعداء وخوف ليس لأن الأشجار كما يزعمون يستر مَنْ يرمي الحجارة بل لأن الأشجار تشهد على عنصرية الكيان الصهيوني، وإجرامه لذلك يحاول أن يقتل الأشجار.
يصبّ الصهيونيون نيرانهم وحقدهم على أشجار الزيتون التي تُعدّ رمزاً للذاكرة، والتي توحي بالبقاء والديمومة والمقاومة، إنهم يحاولون القضاء على أشجار الزيتون التي تتحدّى الزمن وتوحي بالتاريخ العربي الفلسطيني على الأرض المحتلة.
أشجار الزيتون تمثل الحياة، والمواسم الطيبة والعطاء، واغتصب الأعداء الصهاينة الأرض الفلسطينية وهم يدّعون أنهم أتوا إلى صحراء بلا شعب، وقد جعلوا منها أرضاً خضراء، وقبلهم لم يكن هناك نماء وازدهار.
ثم هم ينظرون إلى النخيل المعمّر الذي ينمو شامخاً ويعيش زمناً طويلاً. ينظرون إليه كرمزٍ للنماء والتحمّل والبقاء لذلك يحاولون تقويض الرمز وإزالته، والنخيل هو شجرة العرب قديماً وقطعها وإحراقها اعتداء على هذا الرمز العربي، وأشجار الحمضيات رمز فلسطيني، ويحاول العدو أن يدّعي أنها من نتاجه وجهده وعطائه، ويحاول أن يدّعي أن الملابس الفلسطينية المتوارثة هي من تراثه وكذلك الأطعمة والأنغام.
إن العدو الفلسطيني يفتك بالناس والأشجار بحقدٍ، ويريد قتل البشر وهدم الحجر، وإحراق الشجر وكل ما ينتمي إلى الشعب الفلسطيني المتجذّر في أرضه والمدافع عن حقه وتراثه الرائع.
إن فلسطين تحتاج إلى المواجهة الدائمة والمقاومة اللاهبة، وإلى زراعة غراس الزيتون والنخيل والحمضيات في كل موقع، ازرعوا يا أهلنا في فلسطين أشجار الزيتون فجذورها تمتدّ في أعماق الأرض وهي رمز فلسطين.
وقد أبرز الأدب الرموز الفلسطينية الوثيقة بالوطن وحين يقطع الأعداء شجرة برتقال تنبت فروع جديدة لها قرب الجذع المقطوع وحين يحرق الأعداء شجرة زيتون معمرّة يعتني بها الجدّ فتزول آثار الحريق وتلتمع أوراق الشجرة وتظهر حبات الزيتون الخضراء.
عزيز نصار