الوحدة: 9-11-2022
سأساعد المعنيين، ببعض المقولات الجاهزة لتبرير حالة شوارعنا عند كل هطلٍ مطري قادم، فوالله أحياناً نشفق عليهم من أين يأتون بكلّ ما يقولون.. فصول السنة أربعة، يبدأ خريفها في أيلول، وشتاؤها في كانون الأول، وفي أقوالنا المحفوظة عن ظهر قلب (أيلول ذيله مبلول)، أي أنّ المطر قد يبدأ بالتساقط في الثلث الأخير من أيلول، أما في التشرينين، فهطول المطر، إن لم يحدث، يعتبر غضباً من الله والطبيعة على البشر..
الشوارع، شوارع أي مدينة، هي عبارة عن أنهار موسمية، ومن أجل ذلك أوجدوا فيها شبكات التصريف المطري، وحتى الآن فإنّ كلّ هذا معمول به في بلدنا..
يقولون وكأنّهم (أفحمونا) إن (المطرة الأولى) تجرف ما في الشوارع من بقايا وقمامة، وهو ما يؤدي إلى انسداد فوهات الصرف المطري، وبالتالي تحدث هذه الاختناقات في الشوارع، ويكون هناك ما يشبه الطوفان، والذي يعرقل حركة السير والمواطنين كلّ عام! إذا أردتم أن نقتنع بهذا الكلام فلكم ذلك، وإذا أردنا أن نجادلكم بالعقل، فأنتم السبب، لأنكم لم تنظفوا الشوارع قبل المطر، ولو فعلتم ذلك لما تكدست البقايا فيها وجرفتها مياه المطر، فحاسبوا أنفسكم، واعترفوا بتقصيركم، والذي جعلتم منه تبريراً لما يحدث أمام أعينكم، وتطلبون عدسات المصورين لالتقاط صور أعمالكم الرائعة بعد أن ينتهي العمّال من تسليك فوهات التصريف!
السيد محافظ اللاذقية قال إن هناك مشروعاً لتوسيع شبكات التصريف وتطويرها..
هذا الأمر جيد جداً، وقد يكون الكلام الإيجابي الوحيد الذي سمعناه بين زقزقة المطر، ولكن السؤال:
عندما تمّ تنفيذ شبكة التصريف الحالية هل كانت معدلات الهطول المطري أقلّ؟ الجواب (لا) بكلّ تأكيد، فلماذا لا تكون مشاريعنا بـ (أفق مفتوح)، ولماذا نرقّع أي حالة ترقيعاً؟ المهم يا سيادة محافظ اللاذقية، أن توعز للجهات المعنية للبدء بتطبيق ما قلته، وإلا سيُنسى مع نهاية فصل الشتاء.
غانم محمد