الصورة الضوئية…بين المصور والكاميرا

الوحدة 27-10-2022

التصوير الضوئي كلمة يونانية يقصد بها الرسم باستخدام الضوء، وهو فن مرادف للرسم، حيث يقوم المصور بتوثيق المشهد من خلال عدسة كاميرته يصطاد اللقطة المميزة في الوقت المناسب ومن الزاوية المناسبة، وهو أحد الفنون العريقة لما فيه من جمال تصوير حياة البشر والطبيعة بمكوناتها يلامس الحياة اليومية، وقلما يخلو خبر من صورة مرفقة معبرة، التصوير من أهم الوسائل الثقافية المؤرخة للحياة يرصد جوانبها بأبعادها المختلفة بشكل عام ملاحقاً أدق التفاصيل في الواقع، حيث الاقتناص الذكي لحالات الفوضى الحاصلة في يومياتنا وجوهر الخروج عن المألوف وصوب كل مهمل في حياتنا، وكل ماهو جميل وله بُعد تعبيري عميق والتعبير عن خلجات الحياة بكل تداعياتها وتصوير مراحل التطور والقبض على ميكانيكية الزمن وتحنيطه بما يتيح رؤية الحياة الداخلية للشخصيات والأشياء بمعزل عن العالم الخارجي، وإظهار الجمال المخفي ذي السكون الساحر في الضباب المتجمد الغامض والتعبير، ولفت الأنظار إلى المناظر الطبيعية الجميلة واللوحات والبوتريهات والحارات والشوارع والأبنية القديمة ذات الطراز العمراني النادر وبناء جسر من الجمال مع الزوار والسياح والمشاهدين وتعريفهم بالتراث الحضاري للبلاد. موضوعات التصوير الضوئي جمال الطبيعة بأزهارها وتجانس ألوانها والحياة والتراث وصور الإنسان التي التقطت في غفلة من الزمن المحزنة في جعبة الذكريات، وخاصة المرأة التي تعكس معنى الحياة والطبيعة والخصوبة والمحبة والجمال وتلازم الخيال والإبداع والشاعرية ويعكس حضورها عوالم خارقة بالعلاقات والأفكار والألوان والمجازات التي تحاكي الطبيعة والواقع والحلم. الصور على الحيطان قطع من الجمال كالزهور على الشرفات، وكأنها رسمت بالحناء وكحل العيون بين البساطة والتعبير عن المبالغة ومن يصنع الصورة الجميلة هو المصور الذي يتمتع بالعين الجميلة المرهفة والموهبة واليد الخبيرة والروح الحساسة وقوة التركيز وسرعة البديهة، وشدة الصبر يختار اللحظة المناسبة المبهرة، والزاوية المناسبة وانعكاس الضوء فاتحاً عينيه على مصراعيهما، لكي لا يهرب المشهد يبحث طويلاً في ثنايا الأشياء ينقب عن مواقع الظلال في صورة وردية لامعة لاختلاس أجوبة على أسئلة غير موجودة. الكاميرا تتمتع بالصدق والدقة والأمانة في النقل، وتتفوق على الرسم فيما يخص صور البورتريه (فن الوجه) التي يبرز من خلالها تفاصيل الوجه الذي يحمل الكثير من التعابير الإنسانية، والصورة الضوئية أبسط السبل لتجسيد الواقع مع تباين في رؤى المصورين من حيث اختيار اللحظة والزمن المناسب والإضاءة اللازمة، وكم من الصور هتكت أشخاصاً وأحداثاً كانت من قبل مطمورة تحت ركام الكتمان ليظهر بعدها السر النائم جلياً واضحاً فاضحاً. حالياً دخلت التقنيات والتكنولوجيا الرقمية ميدان التصوير واستخدام تقنيات الحاسوب، وبرامجه واستخدام بعض المؤثرات الصوتية وإضافة بعض اللمسات والأشكال والمعاني إلى الصور التي تخدم الموضوع المطروق كما حلت كاميرات الديجتال محل الكاميرات الفلمية، وبرامج معالجة الصور مثل الفوتوشوب واللايت زووم التي تضفي على الصورة المزيد من الدقة والأناقة.

نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار