الوحدة:28-11-2024
ضمن فعاليات أيام الثقافة السوريّة ٢٠٢٤ (الثقافة رسالة حياة)، دعت وزارة الثقافة – مديريّة المسارح والموسيقا – المسرح القومي في اللاذقية، للعرض المسرحي “الإخوة”، الذي استقبلته خشبة دار الأسد للثقافة باللاذقيّة، من السابع والعشرين من الشهر الجاري لغاية الثالث من كانون الأول القادم، الساعة السادسة.
المسرحيّة من تأليف فرحان بلبل، وإخراج فايز صبّوح، يطرح العرض فكرة رئيسية تقليدية وهي الإرث أو الميراث، لكنه بذات الوقت هو تعرية جريئة لمظاهر فساد إنسانية ومجتمعية محلية خاصة.
ونجح الممثلون ببراعة واحترافية أدائهم، بإضفاء جمالية خاصة على العمل الذي تخللته ومضات كوميدية أنعشت العرض.
كانت لنا وقفة مع مخرج العمل فايز صبّوح الذي حدثنا عن المسرحية فقال: /الإخوة/ هو عمل اجتماعي بامتياز، يناقش ويركّز على فكرة الميراث أو ( الورثة) التي هي فكرة أزلية من زمن قابيل وهابيل، ولكنه يحمل في طيّاته رسائل أخرى وصوراً لطمع وجشع ونفاق وزيف الإنسان وفساده وفساد المجتمع وزيفه على حساب القيم والأخلاقيات.
كما كانت لنا وقفة مع الفنانة ريم نبيعة التي حدثتنا عن دورها فقالت:
دوري سميحة في العمل، ابنة التاجر الفاسد، التي يحاول إخوتها التآمر عليها ليحرموها من حصتها بالميراث، لكنها فضّلت أن تقول كلمة حق، وترعى أهلها بكل محبّة. استمتعت جداً بهذا الدور لأنه يعكس جانباً خيّراً وإيجابياً للإنسانية.
وبالعودة إلى مسرحية /الإخوة/ يتمحور العمل حول وفاة الأب التاجر الفاسد، الذي سيرثه أولاده الخمسة، أربعة رجال بينهم رجل دين (الشيخ)، والتاجر والطبيب والسكّير وابنة وحيدة.
هو عرض واقعي، نرى أشخاصه في كل الأزمنة، والأمكنة.
خلال جلسة تقسيم الإرث بين الإخوة يظهر التلاعب لحرمان أختهم الوحيدة، يدخل الإخوة في صراع ومشاجرات تصل لحد الاقتتال من أجل إرث والدهم.
تعرض المسرحية لدناءة العقل البشري الذي يتنازل في تعاملاته عن كل القيم الإنسانية والأخلاقية حتى مع أقرب الناس، في سبيل الحصول على المال، هذا الوحش الذي يسيطر على أغلب الناس.. فنرى الأخ يستغل أخاه بأبشع صورة.
جسد العرض من خلال شخصياته لكل الرسائل بمصداقية وتفصيل.
كما تم تسليط الضوء على التناقضات الإنسانية التي يظهرها الكثير من الأشخاص في حياتنا، وجسدها بوضوح أبناء التاجر المتوفى سواءً الشيخ، أو الطبيب أو التاجر. فالشيخ في الحقيقة بعيد كل البعد عن تعاليمه الدينية، والابن التاجر الذي يتاجر بالمحرّمات، وحتى الابن الطبيب الذي صار طبيباً بأساليب ملتوية وبالاسم فقط، وليس له أي باع في مهنته.
يطرح العمل انتقادات سلبية كثيرة سواءً للأشخاص، أو للمجتمع بجرأة وواقعية.
قام بالأدوار التمثيلية كلٌّ من:
هاشم غزال، فايز صبّوح، ريم نبيعة، مصطفى جانودي، محمد وجيه إبراهيم، إيلاف نبيعة، وحمزة صبّوح.
أما الفنيّون فهم: مساعد مخرج ريم نبيعة، في تصميم وتنفيذ الديكور الفنان نزار علي بدر، تصميم إضاءة هاشم غزال، تصميم وتنفيذ أزياء وإكسسوار ابتسام خدام، تصميم إعلان أحمد جاموس، إدارة منصة إشراق صقر، مختارات موسيقية هلا جانودي، لوازم إكسسوار نور شيخ خميس.
مهى الشريقي