العـــــدد 9332
الخميـــس 11 نيســــان 2019
غانم محمد
على عكس رجال الشرطة الذين يشكّون بأي شيء حتى تثبت صحّته، فإننا نتعامل بكلّ إيجابية مع أي شيء حتى تثبت سلبيته . .
نتوقّع أننا نتعامل مع (مبدعين، مثقفين . .)، ولكن بكلّ أسف فإن قسماً منهم أشبه بـ (قطّاع الطرق) أو المتسوّلين لا عن فاقةٍ وإنما لطبعٍ سيطر عليهم!
لم نعد نستغرب ضبط أغذية مغشوشة أو غير صالحة للاستهلاك البشري، وربما اعتدنا على ذلك على ما فيها من ضرر، لكن يمكن أن يُعالج هذا الضرر بجرعة دوائية أو بـ (غسيل معدة)، ولكن ما دواء الوجبات (الإبداعية) المغشوشة، وما عقوبة مروّجيها؟
الثقافة هي الحاجة العليا للبشرية، فلا تجعلوها خاصرة رخوة في مرحلة إعادة الإعمار!
ليس المهم أن نقيم الأنشطة الثقافية، وننجز (الخطة الموضوعة) ما لم تحمل هذه الأنشطة فكراً حقيقياً مؤثراً، أما من يريد أن يطفئ الشمس أو ينقل البحر من مكانه كرمى عيون حبيبته فليفعل ذلك، ولكن بعيداً عن المنابر التي عليها أن تكون أداة بناء، ومن يجرّ المفعول به وينصب الفاعل عيب علينا أن نسمح له باعتلاء هذه المنابر!
يعتقد بعضهم أنّ ما يكتبه سيجوب الآفاق، وللأسف هناك من يتلقّفه على تواضعه، وعلى ما فيه من أخطاء إملائية ونحوية، هذا غير فقر المحتوى!
نعم، وقعنا في هذه المطبّات (عن حسن نيّة) لكن عندما تتضح الأمور فمن الطبيعي أن نرفض نشر أي مساهمة لا تحترم عقولنا، أو لا تحمل معها الإضافة الإيجابية التي أشرنا لها، فبالنهاية لن ننهي عن خلق ونأتي بمثله . .
مديريات الثقافة في المحافظات لها دور بضبط هذا الأمر، وواجبها أن تراقب الفعاليات الثقافية وخاصة تلك التي تحتضنها المراكز الثقافية وألا تسمح بما تواضع مستواه أن يلوّث السمع والبصر، ونرى أن هذا الأمر يكاد أن يتحول إلى (ظاهرة)، وأصبح عدد (الكتّاب والشعراء) في السنوات الأخيرة يفوق عدد عمّال النظافة، أما الجديد الذي يقدمونه فلا يعلق منه في الوجدان إلا القليل أو النادر!