العدد: 9331
10-4-2019
كلما بكت المولودة الجديدة صرخ الأب غاضباً: ولدت يوم أربعاء، يوم نحس..
لم ينفع حجاب الشيخ ولا خطته في تغيير اسم المولودة في تغيير المزاج السيء لطفلة تبكي دون ملل، لا جوع ولا برد أو مرض.
حين كبرت قليلاً، كانت الأم، وعند أيّة حركة أو غضب تعيد ما كان يقوله الأب: ولدت يوم نحس.
يوم الأربعاء منحوس، قانون فرض على سيدة النحس، لكن فرحة وإحساساً بالنصر عرفته حين بحثت عن تاريخ ميلادها أنه يوم ثلاثاء لا أربعاء، لكن حسب والدها، فمساء الثلاثاء بداية ليوم الأربعاء، هو عينه، وهو لا يمزح ولا يظلم ابنته، حتى أنه لا يسافر ولا يتاجر ولا يجري أية معاملة في اليوم النحس، وهو الذي كان يردد في مجرى حديثه أن كل الأيام خير وبركة وأن لكل ساعة ملائكتها!
مع مرور الأيام، تحولت الطفلة النحس إلى أغنية ورقصة وفرحة في البيت وفي يوم الأربعاء تحديداً – أربعاء المجانين – كانت تصنع الفرح مع رفيقاتها في المدرسة وحيث تكون..
فيما بعد.. أجمل الأشياء والأحداث والقصص حصلت يوم أربعاء في حياة سيدة النحس، النجاح والتفوق والعمل و . . وأن ترمي تشاؤمك في بئر عميق وتغلق عليه بشدة يأتيك الفرح..
أن تنظر إلى شجرة خضراء وسط قحط، أن تغض الطرف عن قمامة مرمية بجانبها، تستبدلها برؤية العشب الأخضر النضر بداية ربيع يزخرف ورقه بالأصفر زهراً رقيقاً يرقص فوق أغصانه..
الأهم أن ترى الرصيف الذي تمضي فوقه وتستمع بالسير بقوة وثبات عليه، ولا تنظر إلى البعيد، أن تعيش الواقع، يتحول أربعاؤك إلى الفرح والنجاح..
كلمات كانت تتمنى لو استطاعت أن تقولها لأبيها قبل أن يرحل، وتقنعه بها وأن تزيد: لم أسمع أن طفلاً ولد يضحك، هي صرخة الحياة يطلقها من عاش في ظلمة تسعة أشهر، وجاءه النّور مشعاً.
سعاد سليمان