الوحدة: 15- 9- 2022
رغم انكساراتهم المتواصلة، يفاجأ الناسَ، الباحثين عن قوتهم اليومي، بمعادلات مؤلمة، ومفارقات غريبة غير متوقعة.
بلا مقدمات، تحط أحداث هزلية على رؤوسنا، لتذكرنا “ببسكويت ماري انطوانيت”،و عنابر الكاجو، وغيرها من الوجبات الهامة عالية الدسم، التي استدعت (إحداها) مبادرة رفيعة المستوى لثني صاحبَ معمل عن قراره بإيقاف آلات إنتاجه الهام والحيوي!!!!
معادلة مدهشة أخرى تجلت مع هبوط طائرة تحمل مطرباً معروفاً، في مطار يعجّ بالمسؤولين المتأهبين لاستقباله بحفاوة، بينما تتوقف (موسيقا المياه المزغردة) عن الجريان في عروق آلاف الدونمات من الأراضي العطشى، ولم تستدع تحركاً مشابهاً لتلك التحركات آنفة الذكر!!.
ربما لم ينتبه المعنيون الى (موسيقا الوجع) لعشرات ومئات القرى والمدن بأحيائها العطشى، التي يضطر ناسَها لشراء الماء بألوف الليرات من (الصهاريج) الجوّالة، وكم هو مؤلم أن تبيع الماءَ لأهل الغيم والمطر والثلج والينابيع والبحيرات والسدود العامرة؟!!!.
زوبعة أخرى شغلت الفضاء الافتراضي، واهتم بها معنيون، ومعهم جماهيرُ التواصل، زوبعة حصلت من أجل مغنية، لايرتقي “فنها” لمستوى الذائقة الفنية للمتابعين، فقط، لثنيها عن تقديم هكذا أغنيات، وماتبع ذلك من مصالحات علنية أدخلت البهجة إلى قلوب الصناعيين والكادحين، من عمال وفلاحين وصغار كسبة، الذين تحققت لهم من خلال هذه المصالحة الفنية الطربية كلُ أمنياتهم، في تأمين الطاقة والخبز والزيت والكهرباء، وتأمّنت لهم كامل متطلبات سلالهم الغذائية، وأنسَتهم التضخم والراتب، وسفنَ القمح والنفط القادمة من بلاد بعيدة..إنه زمن العجائب!!.
رنا رئيف عمران