العـــــدد 9329
الإثنـــــين 8 نيســـــان 2019
ولطالما خفتُ من أن الزمن الذي يهبّ من حولنا هو العاصفة التي كانت تهبّ بكلّ قسوتها وكانت لقسوتها تعرّي كل شيء..
***
هو الهواء مشبعٌ بروائح البرتقال والتراب وبخاصة بعد اغتساله بالمطر الذي لم يهدأ ليومين، كان قلبي يبعثر وحشته، ويرشقني بأزهار العتاب ويسألني:
حتّام ترافقك همومٌ قد براها الأين والسفر؟ وهي التي كانت على مراحل مصاحبتها معجونةً بطلاء الليل؟.
ثم يلومني معاتباً: دعها تفحّ بعيداً ولا تكن (كالطير يرقص مذبوحاً من الألم).
***
وحيداً مشيت دربي، كانت أشجار الصنوبر تخاصر أخواتها السنديانات، وتسير في مراكب من أجنحة وهديل، في حين راحت الينابيع تفكك قمصانها المطرية، وترتدي سقسقة آذارية ورأيتني أسرّح نعاسي على مرجة خضراء تضجّ بسوسنات الربيع الذي أطلّ مبتهجاً.
***
بعد يقظتي رحت أعانق حور القصائد، فاتقدت مجامر الشوق ورحت أكتب على دفتر من ورد:
فارغ كأس شرابي فاملئيني باغترابي
واحبكي ليل الأماسي واسفحي طيب الشراب
ورأيتني أقهقه ساخراً من شرابي وشعري، واستحضرت بابلو نيرودا في قصيدته:
تعبرين فوق قلبي، وتشرقين ممتلئة بروحي، فأكتب اسمك بحروف من دخان.
***
كسفٌ من غمام تدخل سرادق أحلامي، فأفتح دفتر عينيك، وأتلمس أنفاس شعرك الخرنوبي، ورأيتني أحبو على وتر القلب، يحشرني قلقي في زحمة تفاصيله وقد ضاعت خيوط اتصالاتي، وطوّقني عبقٌ راح يكتبني مفردة في دفتر الشوق.
***
يقول الأديب أوشو في كتابه (من العلاج إلى التأمل):
(عندما تمرض استدع طبيباً، لكن لا تنس أن تستدعي بعضاً ممّن يحبّونك، لأنه ما من دواءٍ أهم أو اكثر أهمية من الحبّ).
سيف الدين راعي