العدد: 9328
الأحــــــد 7 نيســـان 2019
فوق معبر رفح . . على رقعة من سماء غزّة سبّورة وطفل فلسطيني . . ودواة وريشة من جناح القلب يخطّ بها:
صاح هذي جموع شهدائنا تطلع من تراب الأرض نخيــــــــــلاً ودوالي وأزهاراً . . خفّف الوطء . . أنت في غزّة . . حاذر ألا تغلق باب الحياة إلا وروحك نسر السماء . .
***
وعلى سبّورة الطفل الفلسطيني . . تحت أضلاع غيمة:
أطلق نوارس حبك فوق بحر هاشم، ولا تتأخر في الغناء.
***
قبسٌ من السّنا المركون في حنايا صدورهم الصغيرة، انثره على هامات العواصم علّه يزيل غشاوة الخوف والتخاذل.
***
تقترب من الأنفاق فترى بعينيك كيف يمزقون جسد الفولاذ، ويرمونه على طرف الحصار الآخر. . وتسمع بأذنيك أغنياتهم المنطلقة من الأعماق . . . حين تكون مصمماً على الحياة الانتصار.
***
أمّ تربت على كتف ابنها: (لا تعد إلا منتصراً أو محمولاً على نعش)
أم تزغرد وأم ترشّ الأرز والورد . .
أم تتضرع للسماء أن تكون خنساء جديدة . .
أم تهيء (عروسةً) من الزعتر
وأمّ تنتظر على بوابة الشمس.
عرب . . وبنات آوى . . وغزة على مسافة من لهب ومسافة من حصار . .
عرب وسيان أن تهرب من حاضرك أو أن تدافع عن مستقبل يعيد لك شتات الأيام والشموس.
(بنات آوى)
وعرب وادعون كعشب الصحارى . .
وعرب يليق بهم أن تشبّههم بالنّجوم أو أن ترنو إلى شموخ هاماتهم العالية . .
عرب ومسرّات . . بطاح غزّة والشّمس على وشك المغيب . .
عرب وأوهام تسوقها الريح إلى كثبان العدم . .
وعرب يعجنون النّهار . .
وعرب يبنون متاريس لحماية الكروم والطفولة والقبرات . .
(أبطال وقبور) وأطفال يلهون فوق الرمال حيث كانت بيوت أهاليهم . .
وفي كتاب غزة . . شرق الوقوف . . غرب المراكب . . آباء شهداء يحكون قصة الموت النبيل . . خنساوات يزغردون . . يهززن قبر ابن عبد مناف ويهتفن:
يا هاشم!؟
يا هاشم!؟ عرب وخطايا ووعود . .
و(زغلولي يا بلح)
عرب وأمّ تضفر جديلة نخلة
وصبيّة تراقص الموج:
عرب وصياد يدفع بالموج . .
هيلا . . هيلا يا بحر هاشم!! هيلا . . هيلا
و(زغلولي يا بلح)
عرب ونهار الحياة يطلع من غزة الجنوب . .
وهيلا . . هيلا . . وزغلولي يا بلح.
بديع صقور