الفقـــر الحقيقي هو العيـــش مــن دون كرامــــة

العدد: 9326
3-4-2019

 

هرب من دمار الحرب إلى شاطئ آمن دافئ يبلسم جراحه وأوجاع تشرده هو وعائلته، خرج منذ سبع سنوات من حارته (ضهر عواد ) في ريف حلب بعد أن تدمر بيته ومعمله لتطريز البرادي، شقاء عمره وتعبه..
علي كوسا أبو محمد، ثمانون عاماً، من مدينه حلب الشهباء، يقول: خرجت إلى طرطوس بلا أمل، أحمل ذكريات الطفولة والشباب والتعب والحياة الهادئة مع أسرتي التي تشردت اليوم بلا رزق تنتظر الفرج، توفيت زوجتي مع بداية الحرب،
وخسرت أولادي بعد زواجي من زوجتي الثانية حتى لا أبقى وحيداً مشرداً على أبواب الجوامع بعد أن خسرت بيتي وسيارتي ومعملي، وصلت إلى طرطوس لا أملك إلا ثيابي، بدأت مع زوجتي رحلة الشقاء وكان أولها تأمين غرفة للإيجار، وتأمين عمل يؤمن لنا خبز اليوم، وبسبب العمر لم أتمكن من إيجاد عمل بعد أن كنت موظفاً في مطاحن مدينه حلب، وتقاعدت، صرت أبيع المحارم على الرصيف صيفاً وشتاء ولا أغيب ولا يوم.
ويتابع أبو علي حديثه عن أولاده وهو يحني رأسه موجوعاً: أكبرهم أتمّ الستين عاماً ولا يسأل عني هو وإخوته ولكن الله لا يترك عباده.
لامعنى للحياة، لم يبق حياة أصلاً، نعيش بلا أماني ولا أمنيات بعد العز والسعادة والأمن والأمان، لا أمل بالرجوع إلى حلب مسقط رأسي، لم أعد أملك إلا ذكرياتي فيها، وطرطوس مدينتي الثانية التي احتضنت أوجاعنا، الحرب دمرت كل شيء وغيرت حياتنا، كنا نعيش في الجنة، مستقبلنا هو أن نرضى بالواقع، ننتظر دائماً قسمة الله، ونحن راضون بها، أتمنى من الله أن ينصر جيشنا وتعود سورية كما كانت، الفقر الحقيقي هو العيش بلا كرامة، ونحن رغم دمارنا وفقرنا وحاجتنا ووجعنا وتشردنا نعتز بسورية بلد العزة والكرامة و نرجو من الله الرحمة.

زينة هاشم 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار