بين الشط والجبل.. في طرطوس الفينيقية

العدد: 9325

2-4-2019

 

تقام البازارات والمهرجانات التسويقية في المناسبات، وتشرف على تنظيمها مؤسسات وجدت لهذا الشأن..
في طرطوس أكثر من مؤسسة تعمل في هذا المجال، تنسق وتتفق مع التجار، وأصحاب المعامل، والمشاريع الصغيرة والحرفيين، لعرض منتجاتهم خلال أيام في سوق مفتعل على أن يقدموا مغريات للبيع الوفير، وأهمها تخفيض نسب الربح عبر التسويق لمنتجاتهم ومنها الجديد..
تأخذ المؤسسة من كل تاجر مشارك في بازارها مبلغاً من المال قد يصل إلى الأربعين ألفاً على أن يعرض إنتاجه خلال أيام لا تتعدى الأسبوع في مكان هو بالأساس ليس ملكاً لها.
في صالة طرطوس القديمة الأثرية على الكورنيش البحري يتم عرض هذه المنتجات، وإقامة أسواق مؤقتة ضمن صالة أثرية تحتاج لعناية، واهتمام، وحرص خاصة وهي ما تزال بلا هوية فلا تتبع للبلدية ولا للسياحة حتى اليوم، هذا ما قيل لنا حين سألنا..
كمكان أثري، يجب أن يتبع لمديرية السياحة، وأن تتم العناية به على أنه درة من تراث المدينة..
أن تستخدم هذه الصالة للنشاطات الثقافية، والمعارض الفنية أمر عادي وهو ما يحصل على مدار العام مثل جمعية العاديات ونشاطاتها الثقافية والفنية، أما أن تتحول إلى أسواق مجانية لبعض مؤسسات تجارية، لا تدفع أي مبلغ مقابل استخدامها هذه الصالة لا للبلدية ولا للسياحة، وتعمل على تخريبها دون قصد طبعاً، وإنما من خلال تحويلها إلى سوق مفتوحة لساعات طوال من النهار ولأيام متلاحقة، واستقبال الزبائن على أصوات الموسيقى المرتفعة، موسيقى لا تمت بصلة إلى المكان، بل إلى سوق شعبية تجارية، أمر محزن خاصة وأن معظم المشاركين في أسواق المناسبات، والأعياد هذه، أكدوا ضعف القدرة الشرائية، وضعف الربح، بل الخسارة لدى البعض حيث دفعت سيدة من المشاركات عبر (الحرفيين) في المحافظة لمؤسسة تسويقية عشرين ألفاً مقابل اشتراكها ببازار، لم تبع من منتجاتها خلاله ولمدة أسبوع بأكثر من ثلاثة عشر ألفاً، ما يدعو وبإلحاح لإتمام مشروع انشاء السوق الحرفية الموعودة في نفق على الكورنيش البحري الذي بدأ العمل به ليكون سوقاً دائمة للحرفيين.
أما التجار فعليهم إيجاد صالات مناسبة تتبع لمؤسسات تعنى بالتجارة والاقتصاد بعيداً عن الأبنية التراثية التي يجب العناية بها، والحفاظ عليها كهوية لطرطوس الفينيقية، وقيمة تراثية تغني المدينة فناً وألقاً.

سعاد سليمان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار