تراثيات السّلام

الوحدة: 21- 7- 2022

يولي الناس مسألة التحية والسلام اهتماماً لائقاً بها وذلك لأسباب اجتماعية وثقافية عديدة. حيث تعدّ التحية المدخل الرئيسي للإنسان على الإنسان وتكثر الأسماء ذات الصلة بالسلام وهي تطلق على البنين والبنات معاً..

ويعيّر من لا يلقي السلام بأنه من أبخل خلق الله.. كما يوصف المغرور المتكبر بأنه لا يرمي السلام.

وللسلام آداب سلوكية عامة يلتزم الناس بها على العموم ويعاب على من يتجاوزها أو يخالفها، فإذا سلم الرجل رد الآخر السلام عليه ولم يهمله وتجري التحية عادة بالمصافحة باليد أو التقبيل أو بإلقاء السلام، ورفع اليد. فتكون التحية عن بعد من غير مصافحة.

وقد بدأت عادة التحية عند الإنسان القديم عندما كان يبسط يده الفارغة من السلاح كإشارة منه على حسن نيته تجاه الآخر فيطمئن إليه كونه لا يخفي شيئاً في يده أو بين أصابعه ومعبّراً عن مودته وإخلاصه له.

إن لكل وقت سلامه الخاص به الذي يتطابق معه، ويكون من غير المناسب المزاح بالسلام ، فلا يجوز عند أهل الريف خاصة أن تلقي سلام الصباح في المساء مثلما لا يجوز أن تسلم على الرجال بكلمة مرحبا، أو غيرها من الجمل الغربية أو الغريبة التي لا يذكر فيها اسم الله، أو لا يدعى فيها للمرء بالخير والصحة والعافية, وخير السلام القول: السلام عليكم، وهي تقال للفرد كما للجماعة ويكون الرد على الفرد كما الرد على الجماعة دلاله على الإكبار  والاحترام.

لقد تولدت في اللهجة العامية ما يمكن تسميتها بلغة السلام، وبالإضافة إلى إلقاء السلام وجهاً لوجه فإن السلام يُرسل أو يبعث ويُبلغ ويُحمل.

وعند كل وداع ولقاء – يسلم المرء على من يلتقيه أو يودعه، وفي سياق الكلام والسلام يفيض أدب وخلق كريم، حيث يسأل المرء الآخر عن كل شيء بشوق وصدق ومحبة جمة، فعلاوة على كونه إعلاناً واستهلالاً، فإن فيه دعاء ورجاء، ويترافق مع الكثير من الدعوات العذبة المسجوعة بالخير والصحة والسلام والتوفيق والحفظ والسعادة.

حيدر نعيسة

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار