الوحدة: 10-7-2022
عيدنا هذا العام عاد مع كثير من التعب والوجع، وبتنا نحلم بذكريات تلوكها الروح عن أيام كانت فيها للعيد بهجته وسروره، ذكريات وكأنها حكايات من عالم الأساطير.
و في جلبة العيد هذا العام، والتي لا تشبه أخواتها أيام زمان، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي قصة الطالبة العبقرية ديالا غريب، والتي تفوقت بشكل إعجازي على ظروفها بالغة الصعوبة.
فقر مدقع وضعها في ظروف جدّ قاسية، عدم استقرار في منزل مستأجر، عدم قدرتها على اللجوء إلى دروس خصوصية في المعاهد لعدم توفر المال.
و اضطرارها للعمل من أجل تأمين بعض من مال.. ربما يكفي لاستمرار الحياة ليوم آخر.
جملة من الظروف قد تكون كافية للقضاء على مستقبل أي طالب، وثنيه عن تحقيق نتيجة مقنعة في الامتحانات المفصلية في حياته.
بالرغم من كل هذه العقبات الكبيرة تفوقت الرائعة ديالا وحققت المستحيل بنيلها العلامة شبه التامة.
ومما سال من حبر على صدر الصفحات المهتمة هنا وهناك، انتشرت أخبار حول تبرع بعض أصحاب الأيدي البيضاء لكفالتها مادياً حتى تتخرج من الجامعة.
هي حكاية أبكتنا جميعاً بكل ما فيها من أوجاع وقسوة، وبكل ما فيها من إرادة حطمت المستحيل.
و لكن ما يثلج القلوب دائماً في حكايات الألم هذه وجود أيادي الخير في بلدنا.
الجميل والمطمئن ألا تخلو هذي الأرض الطيبة من العطاء والمحبة ونقاء الأرواح.
هناك دائماً مبادرات فردية من هذا الشعب المجبول بالأصالة والحب تفي بالحوائج وتجبر الخواطر.
بوركتم وبورك فيكم الخير الطافح، الذي هو رهاننا دائماً بأن الخير هو الغالب في بلاد قدمت للحضارة كل ما هو جميل منذ فجر التاريخ.
كل المحبة للعزيزة ديالا، ولكل أبنائنا الطلبة بمناسبة النجاح.
أنتم مستقبل وأمل هذا الوطن الجميل، وثقتنا بأن الغد أجمل بإرادة وتصميم استثنائيّ مثلما فعلت ديالا، فالبقاء دائماً للعطاء والإرادة والثقة والمحبة.
نور محمّد حاتم