العـــــدد 9324
الإثنـــــين 1 نيســـان 2019
هل غادر الحياة من زاوية رؤية مختلفة ونحن نبحث عمّن يشبهنا في زحمة الوجوه وغربة الملامح وصقيع المسافات؟
نفتّش عن يدٍ تلملم بقايا حكاياتنا التي تنفرط كعنقود عنب خريفي وتُدِع أمنيتها للريح؟
في كل مرّة نقطف عسلاً أسود من سماء الكتابة، لتخرج أقلامنا عن صمتها، تراقص ساندريلا الورق، وانحناءة رقص الجرح، تكتب عن مدنية غارقة في السحر تدّق ساعاتها على إيقاع قلوبنا، وتبحر فوق أرصفتها مراكب فرح هارب من براثن الشقاء . .
كم مرّة هربنا من (شواطئ العمر) وهو يضبط قلوبنا متلبّسة بتهمة ملاحقة بالونة حمراء في الشارع؟ أو غيمة بيضاء، أو طائرة ورق ركضنا وراءها بكل ما أوتينا من لهفة، وكأننا لم نكبر، وكأن أعمارنا المدونة في الهوية الشخصية لا تمّت غلينا بصلة!
هل غادر الحياة من زاوية أخرى ونحن نسامح من أخطأ بحقنا، ونقابل كيد وغيرة الآخرين بابتسامة صامتة، نعيد ترتيب أحلامنا بعد كلّ كبوة وكأن شيئاً لم يكن، ونؤمن بقوة الآتي رغم كل ما يحمله من مفاجآت؟
تقول القصيدة اليابانية المترجمة بأبهى صورها:
آثار الطيور على الثلج
خوف ومسرّة
برد وموت
من يفكّر بذلك
بعد ذوبان الثلج؟
كم تشبهنا تلك القصيدة الجميلة رغم حزنها، وتعكس في تفاصيلها رحلة العمر بين ذهاب وإياب، فرح وحزن، واغترابات الروح القصيّة!
منى كامل الأطرش