الوحدة: 25-6-2022
ما زال أهالي اللاذقية-حين تمرّ على صفحاتِ التواصل صورة قديمة للكورنيش الغربي، الملاصق للبحر والكازينو والمقاهي- ينثرون آلاف التعليقات المعبرة عن الحنين، لذاك الكورنيش، ولذاك الطقس المخصص للمشوار المسائي العائلي، الذي كان يجذب إليه الأهالي والسيّاح، بأجوائه الجميلة ونسماته البحرية الرائعة، و بطقوسه الخاصة المميزة، كعربات البوشار والذرة المشوية، وأنواع الموالح والمرطبات ..
ما سبب استذكار الكورنيش الغربي الآن؟..
قد تكون ومضة في الذاكرة تطرح التساؤل الآتي : أما كان من الممكن للجهة الدارسة آنذاك، أنْ تتنحّى مئات الأمتار عن واجهة الكورنيش، وإقامة المرفأ الموعود، بعيداٌ عن موقعه الحالي، ليستمر استثمار كورنيشنا القديم كمنطقة جذب سياحي؟..
ما دفعنا لهذه الوقفة، هو دخولنا في الموسم السياحي، انطلاقاٌ من كون اللاذقية ” قُبلة القطر ” سياحياً… وهنا نسأل مجالس المدينة، ومجالس المحافظة، ووزارة السياحة، وباقي الوزارت المعنية، ماذا تركتم منذ عشرات السنين من معالم سياحية على وجه ( قبلة القطر)؟.
أين تلك المعالم والمنشآت ومدن الترفيه والألعاب والمسابح وصالات السينما وأماكن التسلية ؟.. هناك مدن عربية وضعتْ ( كنوز الأسود النفطي ) جانباٌ وتحوّلت إلى حالة ملفتة من حالات الجذب السياحي محلياٌ وعالمياٌ!!!.
لسنا هنا لنضع مقارنة، أو نطرح مقاربة، لكن يحق لنا السؤال، قد ولجنا الموسمَ السياحي لهذا العام: ما الذي أنجزته الجهات المحلية المعنية في هذا الشأن؟..
لا شك بأن الكل معني بهذه المحطة، التي يمكن لها أن تحرّك الوضع الاقتصادي والمعيشي، ولو قليلاٌ، مع علمنا بحضور عائلات تعيش في المغترب وأبناء يعملون في أصقاع الأرض، ومعهم مدخراتهم التي سوف يصرفونها في ربوع الوطن ..
فماذا حضّرنا من بنية تحتية أو برامجَ يمكن أن تشدّهم وتدخل المتعة والبهجة إلى نفوسهم، مع ما يترافق من حركة في الصرف والسيولة المالية، سيستفيد منها الجميع؟.
دول كثيرة يأتيها السيّاح بعشرات الملايين، من آسيا وأمريكا وأوروبا وكذلك من بلاد العُرب (أوطاني)، وهي نموذج رائع في استقطاب السياح، كاليونان وتونس ومصر ودبي وسواها..
فأين موقعنا نحن من هؤلاء؟
وما الإجراءات الواجب اتخاذها في هذا الإطار؟..
هل نعيد (مهرجان المحبة) بصورة مصغّرة؟
هل نبحث عن دعم خاص بالتيار الكهربائي، وإيجاد وفرة بالماء؟..
هل نسرّع ترميم الأرصفة المتآكلة، وكذلك إغلاق وترميم الحفر، في الكثير من شوارع المدينة؟..
هل نضع ضوابطَ رادعة وحقيقية للأسعار؟
وضمناً المطاعم والفنادق والمواقع السياحية التي يمكن أن يرتادها السائح؟..،أو هل نشرّع أبوابَ المدينة الرياضية العملاقة، الرئة الخضراء الجميلة، لعددٍ من النشاطات المبتكرة، وإيصال الناس إليها بأيسر وأرخص الطرق؟، أو ربما نعيد ترتيبَ وإعادة تأهيل (حدائقنا العامة)، فهي متنفس أخضر يلجأ إليه الكبار والصغار، وبالأخص خلال فترة الصيف، حيث العطلة الصيفية الأطول لطلبتنا؟..
أيضاً فتح طرق وممرات، أسفلَ الكورنيش الجنوبي، للتنزُّه بجوار البحر وسحر منظره، مجاناً، بلا كراسي ولاطاولات؟.. وأفكارٌ سياحية أخرى، الأسرة السياحية في المحافظة أدرى بها ..
رنا رئيف عمران