“منغصات يومية “

 

الوحدة : 17-6-2022

في أمسيات مدينتنا الساحلية والتي فقدت هدوءها منذ زمن بعيد ..تنتابك الحيرة أين الرصيف ؟! أين حقك في المشي بسلام بعد أن غابت هوية الأرصفة وأصبحت الفوضى هي السمة الوحيدة المميزة ..فلم يعد الأمر يقتصر على إشغال الأرصفة أمام واجهات المحال التجارية ..وربما تعتاد على منظر سيارة تخالف قواعد السير وتغتصب مساحة من الرصيف وتتحرك بحرية .. ناهيك عن الدراجات الهوائية والنارية التي تشعر وأنت تمشي بينها مع طفلك كأنك على موعد مع موت مؤجل .. كيف تتجول تلك الدراجات بيننا نحن المشاة وعلى الرصيف وكأنه من حقها الشرعي !! وأبسط مثال عن صحة مانكتبه، هو مشوار بسيط ساعة الغروب على أرصفة شارع الجمهورية مروراً بالمشروع ” ب ” والرمل الشمالي .. وإذا أغفلنا انتشار ظاهرة تربية الكلاب وأنها تندرج تحت قائمة الحرية الشخصية .. لكن .. المبالغة بتجوالها فوق الأرصفة وبين المشاة يشكل منغصاً آخر لانستطيع تجاهله حتى لو حاولنا ..لأن بعضها يبدأ بالنباح على المارة والأطفال ويشكل إزعاجاً للكثيرين !! البارحة – وقد شاهدت بأم عيني – دراجة نارية تكاد تدهس طفلاً يمشي على الرصيف لولا رحمة الله الواسعة وعنايته .. أدركت كم نحن مذنبون بحق أنفسنا حين نسمح للآخرين بانتهاك حرياتنا وقواعد السلامة الخاصة بنا وكأن الأمر لايعنينا إلا لحظة وقوع مكروه لشخص مقرب جداً منا. ربما أصبحت أبسط أحلامنا هي رصيف آمن ..نعبره بسلام لا أكثر !!

منى كامل الأطرش

تصفح المزيد..
آخر الأخبار