الوحدة – يمامة ابراهيم
هل بدأت معركة التحرير يوم السابع والعشرين من تشرين الثاني ٢٠٢٤، أم أن المعركة بدأت يوم احتشد الملايين في الساحات مطالبين بالحرية ورحيل النظام؟
الوقائع تؤكد أن معركة التحرير بدأت قبل أربعة عشر عاماً لم ينقطع فيها الرجاء ولم تفتر العزيمة ولم تتوقف التضحيات.. أربعة عشر عاماً من العمل والصبر توزعت الأدوار وتكامل الأداء المؤسساتي المنظم، وبقيت العيون والقلوب ترنو إلى تحرير سوريا وإسقاط النظام البائد.
يحاول بعض الجناة وعديمي الوعي تصوير ماحصل على أنه تم عبر تحالف دولي لإسقاط نظام بشار الأسد، رسمت مساراته وحددت أدوات تنفيذه أجهزة استخبارات دولية، وفي ذلك مجافاة لحقيقة الرواية السورية التي كتب فصولها كاملة أبناء الوطن وكان مدادها من دم ودمع وتضحيات.
معركة التحرير لم تكن بفعل عوامل خارجية، بل كانت بفعل عوامل موضوعية ذاتية وداخلية وبقرار وطني خالص ومستقل عبّر عن إرادة السوريين وقواهم الحية، وكل الروايات التي حاولت وتحاول التقليل من أهمية ماحصل وترجعه إلى أجندات خارجية إنما هي روايات كاذبة مضللة ومحاولة مكشوفة لمصادرة إرادة الشعب السوري، وتهميش تضحياته والقفز فوق جراحاته وعذاباته طيلة أربعة عشر عاماً.
على الجانب الآخر، من تابع وقائع ومجريات معركة التحرير يتبين له حجم التنظيم ومنسوب الوعي وكيف أن الأمور جرت وفق سياق منظم ومنضبط وهادئ مرسوم بدقائقه وأهدافه، فالعين على إسقاط النظام وبدء بناء الدولة.
بعد عام على الانتصار تجذّر التحول السياسي المستند إلى ثوابت وطنية تعيد صياغة العلاقة بين الدولة والمجتمع على قواعد الثقة المتبادلة، كما وتعيد بناء المؤسسات الوطنية وفق بنية قانونية واضحة.
في الذكرى الأولى لمعركة التحرير وبجردة حسابية بسيطة وبنظرة تأملية، سواء كانت من عين محبّ أو محايد أو حاقد لابد وأن يعترف بقدرة الدولة السورية على إدارة معركة البناء والإعمار، وتحقيق عوامل الاستقرار الداخلي والمشاركة الشعبية، فما تحقق في عام يكفي لتأكيد مسار التعافي في مستوياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية.