الوحدة – سليمان حسين
بعد عام من التحرير، تم تشكيل نخبة جديرة بالعمل الدبلوماسي والسياسي، يمتلكون حسّاً وطنياً قادراً على الإقناع والمواجهة، حيث أثبتوا خلال فترة وجيزة جدارتهم على جميع الجبهات السياسية التي لا تقلّ أهمية عن المعارك البرية، وقفوا بجدارة وصلابة أمام أعتى دول العالم.
كانت عيون العالم وكاميراته تدقّق بتفاصيل وتحركات الفريق السياسي السوري داخل المحافل الأممية ومنصّاتها الدولية، باتوا فريقاً قوياً لا يُستهان بصلابته ومواقفه الوطنية، ففي مجلس الأمن والأمم المتحدة، وقف الفريق الدبلوماسي السوري بكل جرأة مستعرضاً موقف القيادة السوري من جميع القضايا المحلية والعالمية، مدافعاً عن الحقوق المشروعة للشعب العربي السوري وقضاياه العادلة، كان موقف سوريا واضحاً إزاء مُجمل القضايا العربية المصيرية، متطابقاً مع مواقف الدول العربية الشقيقة والصديقة في الكثير من القضايا المتعلقة بالشأن العربي.
وقد أثبتت الدبلوماسية السورية علو شأنها من خلال المحاربة على جبهات عديدة من أجل إزالة العقوبات الدولية التي فُرضت على المواطن، فكانت هذه العقوبات السياسية – الاقتصادية حجر عثرة في وجه الحكومة السورية الجديدة، والتي من شأنها أن تعرقل بنيانها التنموي، وتجميد الأرضية الحقيقية لإعادة الإعمار والانطلاق نحو التطور والتنمية على جميع المستويات.
وبعد جلسات ومشاورات عديدة، وتحرّك دبلوماسي على الكثير من العواصم بضرورة إقناع العالم بصوابية المواقف السورية، وقّع الرئيس الأمريكي أمراً تنفيذياً بإنهاء العقوبات، حيث أصدرت الخزانة حينها قراراً بإزالة لوائح العقوبات عن الجمهورية العربية السورية، بالإضافة لتسهيلات اقتصادية وإنسانية أخرى، ويُِعتبر هذا القرار نصراً كبيراً للدبلوماسية السورية وفريقها الخارجي بعد فترة وجيزة من العمل داخل دهاليز السياسة.