الوحدة – مهى الشريقي
امتدّت فرحة التحرير لتشمل الحجر والبشر على حدٍّ سواء، ولعلّ المثقف هو الأكثر قدرة على التعبير عن هذه اللحظة الاستثنائية بما يمتلكه من حساسية أعلى ورؤية أعمق. ومن بين الأصوات الثقافية البارزة في اللاذقية، كان للأديب والباحث والمحامي عادل شريفي رأيه الخاص في هذا الحدث وما حمله من تغيّرات على المستويين الإنساني والفكري.
يقول شريفي: إنّ أحوج ما يحتاجه الكاتب هو البيئة المناسبة للكتابة، ومساحة حرية كافية ليملأها بنوازعه وأحلامه ورؤاه بعيداً عن الأدلجة والتأطير. وهذا تحديداً ما افتقرنا إليه ككتّاب ومثقفين في هذا البلد طوال أكثر من سبعة عقود، سنوات لم تجلب سوى الموت وتهميش الدور الثقافي إلى أضيق نطاق، مع مصادرة الأفكار وتقييد التعبير، حتى أصبحنا إمّا أبواقاً للتطبيل للحاكم المتمسّك بالسلطة، أو كتّاب زوايا صحفية محددة الأبعاد، أو نزلاء سجون لا تُحصى في بلد مسلوب.
ويتابع شريفي: أبرز ما يمكن قوله في هذا التحرير أنه أسقط أكذوبة الممانعة التي استند إليها النظام المتهاوي لعقود، فزجّ الناس في حروب صاغها وفق طموحاته، فيما كان في المقابل يمانع نهضتنا ويقمع مشاعرنا. ويكفينا أن هذا التحرير أطاح بمنظومة فساد كانت تبدو أمثولة في التجذّر والقوة، لتنهار في أيام أمام إرادة شعب قال كلمته أخيراً.
ويختم شريفي بالقول:
مبارك لسوريا هذا النصر والتحرير. وكلّنا أمل أن ينحاز العهد الجديد للشعب حقيقةً لا شعاراً، وأن تمتد يدُه إلى الكتّاب والمفكرين ليكونوا شركاء في نهضة الوطن. فأزمتنا كانت فكرية في جوهرها، والتخلّص من العقلية الفاسدة يحتاج إلى عقلية بديلة، متجذّرة بالقيم ومبادئ المواطنة والشفافية… وهذا هو دورنا نحن الأدباء والمفكرين.