الوحدة : 10-6-2022
وكانت أجمل النجوم .. تلك النجمة الضائعة! كانت زينة السماوات نجمة المحبة، تلك التي مازال القتلة يحاولون اغتيالها، ليعمَّ الخوف والظلام.. دائماً، الأشرار هم من يبشرون الأرض بالسواطير، والأحزمة، والرصاص، والقبور… آه… يالهذه النجمة الحزينة، متى فلتت من بين أصابع هذا الركام؟! متى تضيء هذه القلوب المعتمة؟! متى يبتعد الأشرار ويندحر الطغاة؟؟! * * * وها أنت يا الغريب، زهرة على ثغر غيمة.. في العشيات، ستمطر حكايات العمر، وعذابات الجداول، الضائعة في مياه نهر السنين.. وها أنت يا الغريب، تردُّ لي هموم روحي، وتعيدني إلى ما جنته يداي من هواء.. ” إن بلدان الهجرة “، هي بلدان الحنين “.. هناك، في بلدان الهجرة، تغتسل الروح بنهر الذكريات وهناك في بلدان الهجرة يسترد الغريب عافية الطفولة والتراب، والحنين. وها أنت يا الغريب تردُّ لي لؤلؤة الغربة التي ضيعتها.. كما الطير الذي يضيع وجهته في سماء الخريف.. وها أنت يا الغريب، كما السغب المنسي، كلّما اقتربت المواعيد، طارت أسراب السنونو، وحان وقت الإياب. * * * – شهقت الفراشة عندما ماتت الزهرة… قالت: – سأبني لك بيتاً من حجارة الريح، وهناك، معاً، سنسكن بيت الأبد.. خارج دائرة الرصاص .. قريباً من ضفة الغيم بعيداً عن غابات الذئاب. * * * – كاهن القمر، يسعى ليرفع ما تساقط من حجارة السماء، التي تساقطت عندما تشاجرت النيازك الحمقى.. كاهن القمر، مصمم أن يبني بيتاً للنجوم الشاردة وللفقراء، والداشرين في شوارع الغربة.. ويسأل كاهن القمر : من منكم يتبرع لمساعدتي ومساندتي، أنا كاهن القمر الغريب، لنبني بيتاً يليق بصلوات القبرات؟ * * * – ” بُنيَّ، الحياة التي لا تعطي لكوخنا باباً، كيف تريدها أن تعطي لأقدامنا دروباً بعد أن حرقوا الغابات، ومزقوا الدروب وجزُّوا الرؤوس، وذبحوا الأطفال، والأزهار والعناقيد؟؟! بُنيَّ لا تيأس من الغد القادم.. قريباً ستنبثق الأشجار وتتفتح البراعم من جديد، وتشرق الأزهار.. وستكبر… قريباً تنصب الأراجيح، ويتأرجح الأطفال.. قريباً يندحر الأشرار.. قريباً، تتفجر الينابيع، وتجري الأنهار… قريباً، تطلع الشمس، وتشرق النجوم، ويغني القمر.
بديع صقور