تداعيات على أرصفة الهمم

الوحدة : 9-6-2022

*  قلوبنا تكبر حين نتابع أكثر من 324 ألف طالب وطالبة من المتقدمين لامتحانات التعليم الأساسي ، وأكثر من 251 ألف طالب وطالبة، من المتقدمين لامتحانات الثانوية العامة، وقبلهم عدة ملايين من طلاب المراحل الانتقالية..

لكن ماذا لو اتجهت وزارة التربية، ومنذ المراحل الأولى، للوقوف على ميول ورغبات وشغف كل طالب بالفرع الذي يرغب دراسته، ويكون هذا الفرع، بوابة من ضوء ونجاح مؤكد، لحياة عملية ناجحة، قد اختارها، هو، بنفسه..؟

ألا تتضاعف المكاسب، وتنعكس على الجميع؟ أفراداً ووطناً ومجتمعاً يعرف كيف يخطط ويبرمج ويستثمر، في أغلى طاقاته البشرية وأرقاها..

…….

*  حين تصل فاتورة صرفيات أي طفل حديث الولادة إلى أكثر من 300 الى 400 ألف ليرة شهرياً ، برأيكم، هل تبقى لدى العرسان، مجرد قابلية، أو رغبة، أو بشكل أدق  (استعداد) لاستقبال مولود واحد، أو ربع مولود؟

من المضحك المبكي أن تتم عملية تحديد النسل عندنا، هكذا، ومن حيث ندري ولاندري، مع الإشارة إلى النزيف المؤلم من أفواج المهاجرين من الشباب، مما يفقدنا أغلى مانملك من ثروة بشرية، لاتقدر بثمن..!!!!

…….

*  هل فكرتم بالأرصفة فيما لو هي (تأنسنت)، وصارت لها آذان تسمع، وعيون تدمع، وبلاط، أو بقايا بلاط يتحسس؟

أرصفة تتقن الصمت والصبر، وهي تستضيف ملايين المشاة الهائمين، كل نهار، بلا كلل ولاتذمر، هكذا، حتى الرمق الأخير من كل يوم..

ثم، وفي آخر الليل، بعد تعب شديد، في يوم استقبال طويل/ طويل، تتلفح العتمة، وحيدة، وهي تستعيد أحاديث المارة، ووجعهم، ولهاثهم وزفير قلقهم ..

……

*  مابين إشراقة الأمل الطالعة من مئات ألوف الطلبة، وهم على مقاعد الامتحان.. ومابين ولادات تتعثر بأرقام وفواتير، و (قلق جدي) من إمكانية الاستضافة للمواليد، برحابة صدر ومقدرة، ومابين أرصفة تتقن لغة الصمت، ولغة الوجع النبيل، هل نحن أمام سؤال متخم، بحجم مسؤولية تحتاج لرجال ذوي همم، حين يجد الجد.. أم أننا في حضرة الذهول المتراكم في نفوسنا – والذي نأمل أن تسقط عنه صفة الاستدامة – لنعيش بسلام في عالم ينفلت رغم  إرادتنا من بين أيدينا.

رنا رئيف عمران

تصفح المزيد..
آخر الأخبار