الوحدة 8-6-2022
لاشك أن الأزمة تركت تداعيات كثيرة وأحدثت خروجاً عن المسارات التي كانت مرسومة، وأقصد هنا المشروعات الرياضية وأعمال الصيانة والترميم والإنجاز والإنشاء، وما شابه ذلك يصب جميعها في خدمة رياضتنا لو تحققت ومنها على سبيل المثال استكمال وتم العمل به في فندق الخيام العائد ملكيته للاتحاد الرياضي العام وتوقف المستثمر عن العمل لعدم توفر الإمكانات، وكذلك مشروع بناء تجمع رياضي يضم ناديي تشرين وحطين في عقار توسع دمسرخو كان محافظ اللاذقية قد وافق على إقامته وتم تخصيص المساحة المطلوبة لذلك من قبل المحافظ وهذا منذ 12 عاماً لم يتم الإعلان عن البدء به وتلزيمه لمستثمر لعدم التقدم على ذلك بموجب عقد استثمار. كما أن الأعمال التي نفذتها الجهات المعنية لمصلحة رياضتنا قد اعتراها التأخير والتوقف وبالتالي الوقوع بخسائر فادحة.
بين فترة وأخرى تصرّح جهاتنا والقائمين على إدارة رياضتنا والإشراف عليها عن حجم الخسائر بمشروعاتها طوال السنوات العشرة الماضية نتيجة النقص في المواد وتتحدث هذه الجهات عن قيم الخسائر وهي بالمليارات. وهذه خرجت وسبب آثاراً سلبية على الاقتصاد الوطني إضافة إلى فقدان ميزات كثيرة نحن بأمس الحاجة لها اليوم.
بعيداً عن مساوئ الأزمة وما فعلته، يحاول المكتب التنفيذي وبالتحديد مكتب المنشآت الرياضية في الاتحاد الرياضي العام وباقي الفروع بالمحافظات جاهدين لإيجاد طريقة لتذليل الصعوبات والتحديات التي تقف حجر عثرة أمام حلحلة بعض احتياجات مشروعات وضعت محددات وطرائق التعامل الإيجابي مع آخر التطورات وما يلزم للانطلاق.
هذا وقد قام فرع الاتحاد باللاذقية مؤخراً بترميم الساحات وصيانة الصرف الصحي وبعض الأعمال في استاد الباسل الدولي من قبل فرع الإنشاء السريع التابع للإنشاءات العسكرية باللاذقية. لدى بعض الجهات الرياضية ( الأندية) باللاذقية مشروعات ضخمة وباعتمادات تقدر بالمليارات، هذا وكنا قد أشرنا إليها آنفاً ناهيك عن جملة أهداف تسعى إلى تحقيقها إلا أن مخرجاتها وأرقامها المنجزة مازالت متواضعة، وفي كل مناسبة نعيد ونكرر معاناتها وصعوبة انتهاء وحسم إشكالات وقعت هنا وهناك ما بين المستثمرين والقيادة الرياضية ، ووصلت هذه الإشكالات للقضاء وما زالت واقفة كما هناك أراض مناسبة لإنجاز مشروعات كثيرة إلا أنها مستملكة من قبل جهات عامة أخرى يصعب حلها ومنها أبقت مشروعات قيمتها بملايين الليرات معلقة بلا فائدة.
من جديد وبعد مضي أكثر من 12 عاماً على إنشاء سور تجمع المنشأة الرياضية لحطين وتشرين لتوسع دمسرخو يتم طرحه للاستثمار، ولم يتقدم له أحد كذلك من جهة أخرى فرع الإنشاءات العسكرية باللاذقية الذي يوجد بينه وبين فرع الاتحاد الرياضي والقيادة الرياضية المركزية عقود كثيرة واتفاقات متعددة يعيد تأكيده على أهم الصعوبات التي تحول دون تنفيذ سريع لعقوده وفق برنامج محدد والمدة الزمنية والمدة الزمنية المحددة لبناء مشروع نادي جناتا. حيث أقام الطابق الأول ولم يستكمل ما تم الاتفاق عليه وبصعوبة بالغة يتم العمل. على الرغم من مضي الوقت المحدد والتنفيذ المتعاقد عليه بين الطرفين، وذلك نظراً لحجم الخسائر والفروقات في الأسعار نتيجة غلاء المواد وصعوبة تأمينها وهذه شكلت صعوبة بالغة غيرت كل خطط مؤسسة الإنشاءات العسكرية ووضعتها بواقع محرج. مشروعات ما تزال على الورق ، وأخرى تم البدء بالعمل فيها منذ سنوات قبل الأزمة لتدخل في دوامة ومفرزات الأزمة وبالتالي. تأخيرات وانسحابات منفذة للأعمال( فندق الخيام) والمقصود هنا المستثمر وليس المؤسسة كونها تحتاج إلى اعتمادات وأموال تضاعفت كثيراً.
وهنا يطرح السؤال التالي إذا كانت المؤسسة صاحبة الشأن بإنجاز مشروعات الاتحاد الرياضي تعاني من نقص بالموارد المالية لم تفلح أو تعمل ولكن بشكل .فكيف سيكون الحال بالنسبة للقطاع الخاص أو المطور الشخصي. لم يعد التوقف والتقوقع عند ذكر بعض الصعوبات مناسباً بوقت نحن نحتاج لمخرجات مؤسساتنا وخاصة الحساسة منها. نحتاج إلى مبادرات سهلة التنفيذ والتطبيق السريع والتشارك الحقيقي مع بعض الجهات المتداخلة أعمالها مع بعضها لبتر أي إشكالات تحول دون التنفيذ السريع.
والجولات وإلقاء المسؤوليات على الغير مبرر يحمي بعض المسؤولين من واجباتهم إنما التفتيش الحقيقي وليس الإعلان عن أرضيات مشتركة تحل تماماً الإشكالات العالقة منذ سنوات.
علي زوباري