الوحدة : 6-5-2022
(هذا العام) كانت أيام وساعات شهر رمضان الكريم طويلة غامضة، تشوبها تشنجات مادية على صعيد تأمين حاجة العائلة لتحضير السُفر والتسالي الجانبية المنتَظرة، أوقات تشبه ما صاغته الطبيعة وطقسها المزاجي المتقلّب (ولا زالت) كل الأماني والتضرّع لصاحب المُلك والعرش العظيم أن يكون شهر الخير العام المقبل أفضل بكل شيء، علّ هذه الغمّة تنزاح عن كاهل هذا البلد المرهَق، وأن تعود ذكرى أيام الخير ولياليها التي أفلت منذ عقد مضى، كنّا جميعاً في تلك الأثناء نتمنّى أن يطول الشهر العظيم وتفاصيله، كل شيء كان جيداً وممتعاً، أوقات جميلة وسهرات أجمل وطقوس أشمل، لمّة أيام الشهر أشبه بالعيد، خروج ليلي وأسواق تعجّ بالخير الوفير وأُناس أرواحها مشبّعة بالأمان وراحة البال، كل يمارس فضائل الشهر على هواه سواء بمساعدة محتاج أم تقديم خيرات لعوائل مستورة وولائم ومضافات ومساعدات على ساحات المعمورة، كل شيء كان إيجابياً قبل عدّة سنين من عمرنا الهارب .. ملخّص كئيب لشهر فضيل أحاديثه وحكاياته طويلة خجولة، سبقه بقليل وباء غادر، وأيام سوداء حرقت وسرقت رفقة وأحبّة مخلصين، ليدخل علينا الشهر الكريم بأيام متعبة صعبة ومتعجرفة، فقر مستشرٍ أخذ يتمدّد وينهش من كبرياء عوائل وأصحاب بيوت، سواء بانعدام وسائل العيش من ضغط على مواد الطاقة بالإجمال وغلاء معيشي يسرق راتب العامل والمعاش التقاعدي بعدة أيام لا تتجاوز الأسبوع، ليقع هول الضَعف وقلّة الحيلة على وجوه أصحاب البيوت، ويعلن الفقر عدم اكتمال عدّة الفرح بقدوم العيد صاحب الفرح الأوحد، لنبقى على يقيننا الخالص القائم على التحمّل والصبر على الأوجاع وانتظار بارقة جميلة تعيد لنا قليلاً مما فقدنا، وتبقى هذه الأيام الصعبة ذكرى مارقة على من حولنا تتكفّل بها نعمة النسيان.
سليمان حسين